ذكرى السادس من أكتوبر «يوم العبور» عندما عبرت الجيوش المصرية مدعومة بالوحدة العربية والوطنية لتحقيق الحرية واسترجاع الأراضي العربية من أيادي الصهاينة، لا تقتصر على الشقيقة مصر فقط، بل هي ذكرى فخر وعزة للأمة العربية كلها وهي ذكرى الكرامة والوحدة ولكن ماذا حدث بعد ذلك التاريخ؟
في البداية لابد علينا ان نتذكر بعض ما حدث في ذلك اليوم «حرب أكتوبر» التي يطلق عليها البعض ايضا حرب تشرين، والتي دارت رحاها بين مصر وسورية من جانب واسرائيل من الجانب الآخر وقد دقت طبول الحرب يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق العاشر من رمضان عام بهجوم مفاجئ من قبل الجيشين المصري والسوري على القوات الاسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان، وكانت هذه الحرب احدى جولات الصراع العربي ـ الاسرائيلي التي ظهرت فيها الإرادة والعزيمة العربية حيث خططت القيادتان المصرية مع السورية بهدف استرداد شبه جزيرة سيناء والجولان اللتين احتلتهما اسرائيل في 1967، وقد كانت المحصلة النهائية للحرب تدمير خط بارليف في سيناء وخط آلون في الجولان، فكيف اتت تلك المحصلة؟
في يوم 29 من اغسطس عام 1967 اجتمع قادة العرب في مؤتمر الخرطوم بالعاصمة السودانية ونشروا بيانا تضمن ما يسمى بـ «اللاءات الثلاث» وكان يتضمن عدم الاعتراف او التفاوض مع اسرائيل وفي نوفمبر 1967 اصدر مجلس الامن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 242 الذي يطالب بانسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة في عام 1967 مع مطالبة الدول العربية المجاورة لإسرائيل بالاعتراف بها وبحدودها، وتوالت بعد ذلك القرارات والاجتماعات في تصاعد، وتوحدت الامة العربية في قوة يخشى منها العدو الى ان اتى علينا يوم 6 اكتوبر 1973، حيث انقلبت الموازين وتغير التاريخ برجوع قناة السويس كاملة وتلاها بعد ذلك على مراحل استرداد جميع الاراضي في شبهة جزيرة سيناء واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها القنيطرة وعودتها للسيادة السورية.
ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الوحدة العربية قوة يهابها العدو عند اتحادها، وكلمة موحدة تقف امامها دول عظمى، واصبح ذلك اليوم وصمة عار في التاريخ الصهيوني الاسود مما لاقوه من ضربة من الامة العربية، في تلك الفترة كان العرب يحملون راية واحدة وهي الامة العربية اما بعد ذلك فتوقف التاريخ بالنسبة للأمة العربية وكانت تلك البداية لمخطط وضع من قبل الصهاينة لتفكيك الوحدة الوطنية لكي لا تصبح الكلمة العربية واحدة.
كلمة وما تنرد:
(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون - آل عمران: 103).
[email protected]