مشاكلنا مع الكهرباء، رغم أنها قديمة إلا أنها للأسف مستمرة، ولم نلمس حتى الآن أي حل جذري لها، وعلى المتضرر اللجوء إلى الله بالدعوى حتى تخرج حلولها من أدراج المسؤولين. ورغم أن قضيتي اليوم عن إحدى مشاكل الكهرباء إلا أنها ليست عن انقطاع الكهرباء الذي يتكرر دون حل، وليست عن الحرائق الناتجة عن الضغط الزائد على الأحمال الكهربائية والتي إلى الآن نقرأ عنها في الصحف اليومية، قضيتنا اليوم عن المطبات الكهربائية، هذه المطبات التي صنعت من قبل عمال تصليح الكهرباء وتؤدي إلى عرقلة حركة السير، وتخلف مناظر قبيحة في الشوارع بمختلف مناطق الكويت، كما تتسبب في تكسير المركبات.
بدأت المطبات الكهربائية بالظهور مع انقطاع الكهرباء في أغلب المناطق، حيث يقوم عمال الكهرباء مع مشرفيهم بالحفر والتكسير بحثا عن الخلل وتصليح وتبديل «الكيابل» التالفة، وبعد انتهاء التصليح يقوم هؤلاء العمال والمشرفون بإبلاغ المسؤولين في وزارة الأشغال بأنهم أنهوا عملهم (تصليحاتهم) كي تتولى «الأشغال» إصلاح ما حدث من حفر، لكن ما يحدث عكس ذلك لأن ما يحدث بعد ذلك عملية «ردم» لا إعادة لما كان الوضع عليه في السابق، وعند التبليغ عن ذلك، تجد أن قضيتك أصبحت بين فريقين، وكل منهما يلقي اللوم على الآخر، والفريقان المقصود بهما «الكهرباء والأشغال»، وهنا يصبح المواطن في دائرة مغلقة، بل وللأسف الشديد يصبح كالكرة يرمي بها كل فريق في ملعب الآخر، بأن يلقي بالخطأ على غيره وتبقى قضية المطبات الكهربائية معلقة دون حل ولا إصلاح؟
أصبح المنظر العام في بعض الشوارع والمناطق السكنية غير لائق كما لو أننا أصبحنا نحيا في بناء لم يستكمل بعد، أو أننا نعيش في مناطق عشوائية، مع العلم بأن الدولة تدعم «المنظر العام» ماديا، فلا نعلم أين تذهب مبالغ المناقصات؟ والمضحك أن من يفوزون بالمناقصات من المفترض أن يقوموا بعملهم على أكمل وجه دون انتظار شكوى المواطن، لكنهم للأسف عند تبليغهم بوجود خلل نجد أنهم يقومون بتكذيب المواطن ويحاولون تبرير الخلل بأنه ليس من مسؤوليتهم.
«السالفة يا جماعة الخير إذا تبونها على حساب المواطن ما في أي مانع، بس يا ريت نوابنا يقترحون بدلا لكل مواطن ليتمكن من ترميم شوارع الحكومة القريبة من منزله وخلونا نخلص من هالسالفة»، أما بالنسبة للمخاطر التي من الممكن أن تحدث لنا ولأولادنا فهي كثيرة لا تعد ولا تحصى، فعلى سبيل المثال لا للحصر تخيل طفلا يقوم باللعب في ذلك الحفر عفوا المطبات ويكون لا قدر الله هناك سلك كهربائي لم يردم بالطريقة الصحيحة ويقوم الطفل بالعبث به وتكون يديه مبتلة بالمياه، فماذا تعتقد نهاية الطفل؟ الموت والسبب «المطبات كهربائية».
كلمة وما تنرد: المادة 10 من الدستور تنص على «ترعى الدولة النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي».
[email protected]