نرمين الحوطي
هذه الكلمات سيقرأها كل من ينزل على بيروت، وعندما قرأتها استوقفتني كثيرا الى ماضي هذا البلد المضياف، فبالرغم من كل ما يواجه لبنان الحبيب الا انهم لم يقدروا ان يميتوا قلبه، قلبه الذي ينبض بالحب والسلام، بلد عنيد كلما تضربه الصراعات يقوى اكثر، عجبا له وعجبا لنا، فعجبا لنا اننا تناسينا ان هذا البلد رغم صغره لا يقل قيمة عن بلاد الحضارات، فلبنان يعد من اقدم الحضارات ففيه الحضارة الفينيقية، ويحضرني موقف عنها فعندما ارادت «ازيروس» الاحتماء عند الخروج من دولة الفراعنة توجهت الى لبنان، هذا هو لبنان، يفتح قلبه ويده لكل من اراد، الكثيرون يتكلمون عن حماية الآثار والحضارات فكيف ولبنان يضرب خارجيا وداخليا اذن لابد من وقفة لحماية تلك الآثار، ليس هذا فقط، بل لابد من حث العالم على زيارة هذه المناطق لكيلا ينساها العالم فالتاريخ لا يقدر ان يسقط هذه الحقبة. وعجبا لهذا الشعب الذي اراه فبالرغم من كل الصعوبات الا انه لا يهتم وينظر الى الامام الى حبه لوطنه ولعمله، كل مرة آتي اليه تحل ضربات لا احد يقدر عليها ولكن لبنان تفوق على العالم كله، فشعبه لا ينتظر ان تذوب شوائب هذه الضربات بل يجدد نفسه بنفسه ان هذا الشعب يذكرنا بقوة الله في جسم الانسان، فعندما يجرح الانسان بجرح في جسمه وينزف دما فانه بقوة يعطيها الله للانسان تجدد خلايا الجلد نفسها بنفسها حتى لو كان الجرح عميقا ولو كان البرء بعد مدة وهذا ما نراه هنا.
شعب معطاء وارض معطاءة، جوادة بكل ما عندها حتى ولو كان قليلا فيها فها هو الجسر الذي ضرب من القوات الاسرائيلية يعيدون بناؤه وها هما برمانة وبحمدون تعطيان زوارهما من خيراتهما وها هي زحلة تنعم علينا بنسمات الهواء الجميلة وها هي شواطئها الجميلة تستقبل ضيوفها بكل ما عندها، ان لبنان يريد السلام من كل العالم لان اللبنانيين شعب مسالم يحب الحياة والناس، عجبا لك يا لبنان، ففي وسط كل هذا تقام المهرجانات والاحتفالات ليبقى اسم لبنان، شعب يصر على وجوده وعلى رفض كل ما يقع عليه من ظلم، والتيارات السياسية لا تخدم هذا الشعب، وفي نهاية حديثي اتذكر كلمات تغنت بها سيدة الطرب «فيروز» حيث كانت تعني كل كلمة فيها وهذا ما نراه عندما نزور هذه البلاد وهي اغنية «بحبك يا لبنان» عندما تصفها بالكرامة والحب.