استوقفني مقال الاستاذ سليمان البسام، وهو رمز من الرموز الشبابية الذين قاموا بتطوير ودفع المسرح الكويتي إلى أن وصل إلى العالمية من خلال مسرحياته التي قام بإخراجها، وكتب البسام مقالا تحت عنوان «أحداث مصر وثقافة الطفل.. والتصحر» نشر في الزميلة «القبس» يوم 14 الجاري، وكان مضمونه حوارا حدث بينه وبين ابنه الذي سأله عن الأحداث الأخيرة في مصر، وأسبابها، ومن خلال الحديث الدائر بينهما وكيفية بحث الزميل البسام عن وسيلة يستطيع من خلالها توصيل المعلومة بطريقة مبسطة لابنه حتى يستوعبها الطفل، وجد الزميل البسام أن الطفل ليس على ثقافة كافية أو بمعنى أصح أن الطفل العربي وليس الكويتي فقط، حيث وجد أنه لا يعلم شيئا عن الخارطة العربية، هذا ملخص المقال من خلال الأمثلة التي قام بذكرها للقارئ، وهنا استوقفني ما ذكره البسام عن الطفل ونسأل وليس للسؤال فقط له بل للمسؤولين عن الثقافة في الوطن العربي وليس في الكويت فقط: ماذا قدمت الأنظمة من تطوير وتحديث للثقافة والفنون وآدابها ليس للطفل فقط بل للكبار أيضا؟ كيف تريدون أن نهتم بالطفل ونحن لا نمتلك حصيلة ثقافية «لا ثقافة الطفل ولا غير الطفل»؟
يا سادة يا كرام، إن الله عز وجل حث على القراءة في كتابه العزيز مع أول آية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم (اقرأ باسم ربك الذي خلق) ونحن بني الإسلام مكتباتنا مبان من غير كتب، كيف تريد للطفل أن يعشق ويتشرب القراءة ومكتبته فارغة سواء المدرسية أو المنطقة السكنية؟ كيف تريد للطفل أن يستمع إليك وهو يتلقى معلومات مغلوطة تحث على الحفظ لا على الفهم؟
إن الثقافة بالكيف لا بالكم يا مسؤولي التربية والتعليم «ماذا عن أخبار حصص المطالعة في مدارسكم»، يا أستاذ بسام كيف تريد منا النهوض في بلاد أخشبة مسارحها متهالكة ومتآكلة؟ فقط نسمع ونقرأ ولا نرى الا مشروعات ورقية على مجمعات ثقافية ومسرحية ودار للأوبرا وأكاديمية فنون ومستشارين ولجان والحصيلة «إعلام فاسد يروج لبضاعة غير موجودة»، قبل الحديث عن الطفولة وآدابها علينا الحديث عن أنفسنا وعن الشباب الذي لا يمتلك للأسف الشديد شيئا عن الثقافة، كيف تريد منا نشر الثقافة دون أسلحة؟ أي هل يمكن للجندي أن يخوض معركته دون خطة ومعدات لينال الانتصار؟ لماذا لا نواجه الحقيقة التي تنحصر في أننا أصبحنا مجتمعا عربيا يعيش نكسة ثقافية لا تصحرا ثقافيا.
كلمة وما تنرد: إلى كل مسؤول عن مستقبل شبابنا وأطفالنا أذكره بالمادة 14 من دستور الكويت: ترعى الدولة العلوم والآداب والفنون وتشجع البحث العلمي.
[email protected]