نرمين الحوطي
عذرا الى كل من يقرأ مقالتي، فأنا أكتب هذه الكلمات رثاء لشبابنا، شبابنا الذي اصبح فضاؤهم ومستقبلهم ما هو الا سواد مظلم لا يوجد فيه أي شهاب ينير له الأمل والنور، فمنذ ايام أضاءت مسارح الكويت بأيام مسرح الشباب، وهنا قلت الحمد لله انه يوجد الى الآن في دولتنا من يهتم بالشباب الذي اغلقت دونه كل ميادين التعليم والتثقيف والترفيه، وأعجبني شعار المهرجان «الفضاء المسرحي» وقلت الحمد لله أننا خرجنا من عباءة التقليدية والتجريبية والعولمة... إلخ، واصبحنا نحترم الخيال والأفكار الجديدة المقدمة من الشباب ونعرف مشكلاتهم ومدى ارتباطهم بمجتمعهم سواء سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا، حيث ان الفضاء المسرحي هو المكان الذي يدور فيه العرض سواء كان ذلك في مسرح مكشوف بالهواء الطلق أو في مدرسة أو خان... إلخ، وقد اخذ هذا التعريف أهمية اليوم مع ظهور دراسات عديدة تعالج مسألة تراجع الشكل التقليدي للمنصة على طريقة العلبة الايطالية، وخروج العروض المسرحية الى أماكن أخرى «ناشئة» بحثا عن علاقة تواصل جديدة مع المتفرجين، اما الفضاء المسرحي فتقابله في الفرنسية كلمة espace وبالانجليزية space وهي تطلق على المكان الذي يطرحه النص ويقوم القارئ بتشكيله بخياله.
والآن بعد ذكر القليل عن الفضاء المسرحي، السؤال هو هل طبق هذا المفهوم على مهرجان الشباب؟ الاجابة سوف أتركها للنقاد المسرحيين وما شاهدوه من عروض، ولكن طرحي لهذا الموضوع هو لشيء واحد، فبعد مشاهدتي للعروض لاحظت ان هذه العروض قدمت تحت مسمى «مهرجان الشباب»، ولكني وجدت بعض العروض أكثر ممثليها أسماء لامعة في فن المسرح الكويتي، بل بعضهم من رواده، وكنت أتمنى ان يكون العمل من البداية الى النهاية عرضا شبابيا لكي نستطيع معرفة ما يدور في أذهان هؤلاء الشباب، حيث ان المهرجان كان فرصة لهم للتنفيس عما يدور في فضائهم المسرحي، الا ان مساهمات الرواد أعطت الايحاء بأنهم كالجهاز الرقابي لهم، والثقافة لا تحتاج رقيبا، والكلمة تحب العيش طليقة دون حواجز ومعايير، كنت أتمنى من الرواد ان يشاهدوا هذه الأفكار الجديدة بهذه الأسس المسرحية لتبنيها فيما بعد، اجعلوا الشباب يخوضون تجاربهم ليتعلموا من أخطائهم، وليشعروا بحب المنافسة دون رقيب أو معلم عليهم، دعوهم يلتقطون أنفاسهم فهم الغد الذي ندعم به حاضرنا.