نرمين الحوطي
عجبا لما أسمعه وأراه في الآونة الأخيرة، فقد أصبح الكل فجأة يهتم بالثقافة والمبدعين، يأخذها كأداة للوصول إلى أين، الله أعلم بنواياهم! بالأمس كانوا يُكفرون المبدعين! واليوم يأخذون منا ستار أمان أمام الأعداء، - أعداء - غريب أن اكتب هذه الكلمات! فهل من الممكن أن نعيش أعداء في بلد واحد؟ هل من الممكن ان يقوم الصراع تحت كلمة وطن واحدة؟ هذا ما يدهشني الآن! ماذا تريدون منا يا أهل السلطة والنفوذ؟
إن المتعارف عليه حسب النظم الدولية والعالمية ان النظام السياسي او الديني يكون اكثر قوة وقدرة على الانتشار من خلال الجوانب للثقافة، ولكن لم نسمع من قبل ان الثقافة أخذت قوتها من خلال السياسة او الدين، لان الثقافة والإبداع لا يوجد بهما اتجاهات او خطط سياسية للوصول إليها.
إن الإبداع فكر واسع الافق لا يحده حدود ولا يقتصر على انماط بل هو خيال يسبح في الكون باجمعه، المبدعون والمثقفون لا توجد لديهم مطالب، يسعون دائما للسلام، ومن الممكن ان يختلفوا مع السلطة ولكن دائما ينادون للسلام، وهنا نستشعر بعضا من اغراضهم منا وهي القوة، وهنا نقول لهم.. «قف! احترس!».
إن الثقافة في العالم لا تجمعها أحزاب ولا تفرقها أديان... الكل (المثقفون والمبدعون) يبحثون عن الإبداع.. الكل يحترم الآخر ويحترم ما تعنيه الكلمة، كما انهم يجمعهم القلم والعقل، وتوحدهم الكلمة والحوار، هذه هي الثقافة وهذه هي الكلمة، دون قواعد بعيدا عن السيطرة، احترام الآخر، لا تعرف الأديان والطوائف والأحزاب.
وهنا أقول لمن يظنون عكس هذا: عذرا لقد أخطأتم وضللتم الطريق، لن نكون أدوات تتذكرونها عندما تريدون، والحمد لله أننا لا نطرق أبوابكم، أنتم الذين طرقتم أبوابنا عندما أردتم الحماية والشهرة، فنقول لكم، رجاء اتركونا في سمائنا التي إلى الآن لن تتدنس بالأفكار الذاتية والمصالح البشرية، فنحن أناس نستطيع أن ندافع عن قضايانا مادامت أقلامنا لم تكسر، فنحن معكم دون اللجوء إلينا فقط لخدمة الكويت، ولخدمة الوطن نفعل أي شيء.