نرمين الحوطي
أبدأ مقالتي بسطور من دستور الكويت الذي يحكم جميع تعاملاتنا، لتكن تذكرة للبعض إذا لم يكونوا يعلمون:
«بسم الرحمن الرحيم»
«نحن عبدالله السالم الصباح أمير دولة الكويت رغبة في استكمال أسباب الحكم الديموقراطي لوطننا العزيز، وإيمانا بدور هذا الوطن في ركب القومية العربية وخدمة السلام العالمي والحضارة الإنسانية، وسعيا نحو مستقبل أفضل ينعم فيه الوطن بمزيد من الرفاهية والمكانة الدولية، ويفيء على المواطنين مزيدا كذلك من الحرية السياسية والمساواة والعدالة الاجتماعية، ويرسي دعائم ما جلبت عليه النفس العربية من اعتزاز بكرامة الفرد وحرص على صالح المجموع، وشورى في الحكم مع الحفاظ على وحدة الوطن واستقراره، وبعد الاطلاع على القانون رقم 1 لسنة 1962 الخاص بالنظام الأساسي للحكم في فترة الانتقال، وبناء على ما قرره المجلس التأسيسي، صدقنا على هذا الدستور وأصدرناه».
هذا كان مطلع دستور الكويت الذي أعده سيف الحق، ولكن عجبا على ما أقرأه وأسمعه من تصريحات بعض النواب في تلك الفترة، لا أزال أقرأ وأتابع في صحف ووسائط إعلامية أخرى كلمات التعجب التي تصدر من بعض النواب لما يحدث من فساد في بعض الوزارات، عفوا سادتي النواب، هل أنتم من أهل الكويت أم أنكم خبراء أجانب جئتم إلينا لدراسة مشاكلنا؟ لا تستغربوا من هذا التشاؤم ومن هذا التعجب، فهذا ما يشعر به كل مواطن عندما يسمع تصريحاتكم على ما يحل بنا من مشاكل وإحباطات يومية نعيشها كل صباح سواء داخلية أو عربية، بالأمس القريب كانت مدارسنا وما يحدث فيها من أهوال على الصعيدين التربوي والعملي، واليوم الصحة وما يحدث فيها من مجازر آدمية، عجبت لكم يا من أقسمتم على الدستور لحمايتنا وحماية الكويت، تسيرون في المسيرات بشعاراتكم رافضين منددين أعداء غزة وأنتم في الوقت ذاته تقومون بحماية من يقتلون أهل الكويت.
إن الموت لا يقتصر فقط على إراقة الدماء، فمن أصعب أنواع القتل إهانة النفس البشرية، وهانحن اليوم نسمع ونقرأ لمصائب تحدث في أروقة بعض الوزارات، ولا تقولون أنكم لا تعلمون، فأدراجكم ممتلئة بالشكاوى والتظلمات ولكن إلى أين؟ ومتى ينظر إليها؟ لا أحد يعلم إلا الله سبحانه وتعالى.
أين أنتم يا نواب الأمة من أهل الكويت؟ أين أنتم بعد أن انتخبناكم لتحموا الكويت وشعب الكويت؟ سؤال أريد إجابته وبصراحة: هل تريدون أن تقنعونا أنكم لا تعلمون ما يحدث في مستشفياتنا؟ هل تريدون إقناعنا بأن التعليم في دولتنا أصبح في أحسن حال؟ هل تريدون إقناعنا بأن الحرية في متناول الجميع؟ هل تريدون إقناعنا بأنكم تسهرون على خدمتنا؟ إلى أين تريدون أن نصل؟ تتركون أساس مشاكلنا وتقومون بالبحث في فضائح شخصية لبعض الرموز؟ هل هذا ما أقسمتم عليه لقد أصبح البعض يحارب من أجل مصالحه وليس من أجلنا نحن شعب الكويت ولا من أجل عروس الخليج، نداء من فتاة كويتية تشعر بدولتها وتعيش مع شعبها: ارحموا الكويت وشعب الكويت، وتذكروا ما أتى به دستور الكويت.