نرمين الحوطي
كان يا مكان في وقتنا الحاضر وليس في سابق الزمان، طفلة جميلة تجلس وحيدة باكية في صفها في المدرسة، وأثناء بكائها تجد فانوسا قديما ملقى على الأرض فتقف عن بكائها وتتجه نحوه وتمسكه بيدها، تستغرب الفتاة من شكل الفانوس القديم فتقوم بتنظيفه بواسطة مريول المدرسة «الفتاة حدثت نفسها قائلة: اليوم الخميس وبيغسلون المريول يعني أمي مهيه مخانقتني»، وإذ بدخان يخرج من الفانوس أثناء مسح الفتاة له فيخرج منه جني، ويقول لها: شبيكي لبيكي اطلبي ما تريدينه يا صغيرتي؟
الفتاة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من أنت؟
الجني: أنا خادم الفانوس وأنا خادمك الآن ماذا تطلبين؟
الفتاة: أريد ثلاث أمنيات.
الجني: لا يا صغيرتي، أنا لا أستطيع إلا أن ألبي لك طلبا واحدا فقط.
الفتاة: ليش بعد أنت ما عندك ميزانية؟
الجني: ميزانية شنو؟
تضحك الفتاة: ليش ما تعرف شنو يعني؟
الجني: لا والله أيامنا ما في شي اسمه ميزانية، شنو هذي أكل، لبس، فهميني عشان أقدر أحضرها لك.
الفتاة: لا الميزانية هذي فلوس من الدولة لأي وزارة عشان تلبي احتياجات الوزارة، يعني أشرحلك أكثر شوف الحين مدرستنا ما فيها أكل يقدم لنا ولا رعاية صحية حتى «هلا فبراير» كان المفروض نسوي حفلة كبيرة بس للأسف قالوا ما في فلوس عشان جذي كنت أبكي لأني كنت حابة أشارك في فرحة بلادي ومو بس أنا اللي زعلانة كل الطلبة زعلانين عشان ما شاركنا.
الجني وهو يبكي: يا حرام انتو دولة فقيرة وايد مع اني أعرف أن الكويت دولة خير وفلوسكم وايد.
الفتاة: الحمد لله احنا للحين دولة غنية بس المسؤولين للأسف مضيعين الميزانية بأشياء الله يهديهم واللي يقهر أكثر وعودهم لنا بأشياء حلوة واحنا بجد محتاجينها بس يمر أسبوع وتمر شهور ونفاجأ بأن «ما صار شيء من الوعود» والسبب ان ما في فلوس يعني ما في ميزانية، فهمت الحين شنو معناة ميزانية.
الجني: انزين أشرايج نغير لج بالوزارة.
وفجأة تأتي الأم لتوقظ ابنتها من النوم فتجدها تتحدث وهي نائمة وسمعتها تقول «اي والله يا ريت عشان نقدر نسوي حفلة العيد الوطني».
الأم: البنت ينت والسبب حفلة فبراير الله يهدي مسؤولينا، يننوا أعيالنا بس قالوها أهلنا «إذا حبتك عيني ما ضامك الدهر» وسلامتكم.