كلمة مشاعر من مفردات اللغة العربية وتعني الشجر الملتف، ومن هنا تنبت قضيتنا التي لابد عليها أن تزرع في القلب والعقل على مدار أعوام لتطرح الكثير من الأحاسيس تلتف فيما بينها وتعطي لنا المشاعر.
قد يمتلك الفرد الكثير من المشاعر وقد تختلف النسب بين إنسان وآخر ومن تلك المشاعر التي نسلط الضوء عليها اليوم «الأبوة» التي تغرس في الإنسان منذ ولادته حين يبدأ بحمله من قبل والده وتكون تلك هي الغرسة الأولى للطفل بحب الأبوة، يبدأ هذا الإحساس بالنمو قد تعطى لنا نتائجه سلبية في بعض الحالات النادرة ونعدها حالات مرضية بسبب عوامل نفسية تراكمية كثيرة ولن نخوض فيها لأنها ليست قضيتنا اليوم، ولكن تبقى مشاعر الأبوة واحدة التي تنصب جميعها وتلتف مشاعرها على محور واحد لا ثاني له وهو الحب.
قد يختلف مقياس الحب من إنسان لآخر ولكن يبقى معنى الأبوة واحدا وركيزته «الحب» بغض النظر عن اختلاف النسب والمعايير ذلك هو مفهوم ومعنى الأبوة في قواميس الدنيا ولكن ما نرفضه اليوم ونسلط الضوء عليه هو أن نرى تلك العلاقة ما هي إلا شجرة التفت غصونها على اساس «الكره»، قد يرفض العقل تلك النتيجة والسببية حتمية لأن مشاعر الأبوة تعد من اسمى أنواع الحب، فمهما تراكمت المسببات السلبية إلا أن البذرة لتلك العلاقة هي الحب، فكيف تنبت غصون تملؤها الكراهية على أفلاذها؟
عندما نقوم بالتحليل لقضيتنا من حيث العلوم الدينية والدنيوية نجد أن الكل يعطي لنا نتيجة حتمية وهي «الحب» تلك المشاعر التي نبعت من الأديان والعلوم بأن الأبوة هي شعور الدفء والحنان فغير ذلك تقوم على اضطراب بجميع النتائج والتحاليل التي قمنا بدراستها وغرست
مفاهيمها في سلوكياتنا، اليوم عندما نقوم بالتطرق لتلك القضية لم تأت لنا من فراغ بل أتت عندما نشاهد البعض الذين اصبحوا اغلبية في مجتمعاتنا عدم حرصهم على ابنائهم ورفضهم للنقاش معهم بل اصبحت الملاحظة لهم وتتبعهم سواء في سلوكياتهم سواء على صعيد الحياة أو الدراسة لا مبالاة من قبل الآباء، فأين مشاعر الأبوة؟
قضيتنا شائكة قد يقول البعض إن الأزمنة تغيرت، وقد يقول الآخرون إننا في زمن الحريات، والبعض الآخر يعطى تبريرات مبهمة، ومن هذا وذاك يبقى الأساس الذي يرفض تبريرات بعض الآباء المبهمة لعلاقتهم مع ابنائهم وهو أن الأبوة لا تتغير مشاعرها مهما تغيرت الأزمنة، فالأبوة هي الحصن الذي يحصن الأبناء من الأخطاء، والأب ما هو إلا مشاعر تجمعت والتفت أغصانها مابين الدفء والحب والتسامح والحنان التي تنتقل من جيل لآخر فتلك المشاعر لا تموت بل تورث وتبقى مدى الحياة تعطى لتنمى كل غصن للآخر تلك المشاعر.
مسك الختام: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) 24 سورة الاسراء.
[email protected]