بلغة الجمال والفن والحضارة والثقافة أبدأ عنوان مقالتي بـ «كل عام وأنتم بخير»، اليوم هو أول أيام الدوام لكثير من القطاعات الخاصة في الدولة بعد إجازة عيد الفطر السعيد «تقبل الله طاعتكم»، ومن فجر يوم الأحد القادم سوف تشرق الشمس على الأغلبية للذهاب للعمل ومن هذا وذاك وبعد فترة من الهدوء النفسي والصفاء الذهني التي كنا نعيشها أثناء شهر رمضان برغم بعض الصراعات السياسية سواء على الصعيد الخارجي أو الداخلي لا بد أن نكون قمنا بعملية «التطهير» كما يطلق عليها أهل المسرح، فيعرف أرسطو عملية التطهير: «هي الانفعال الذي يحرر من المشاعر الضارة فهي عملية تنقية وتفريغ لشحنة العنف الموجودة عند المتفرج مما يحرره من أهوائه».
شهر كامل ونحن نعيش في صفاء الذهن نشاهد ونسجل ونحلل دون مشاركات سلبية أو إيجابية فقد كنا مشاهدين لما يحدث على الساحة السياسية سواء كانت محلية أو خارجية، فترة أعطت لكل منا فرصة أن يفكر ويسأل: كيف سيكون المستقبل؟ بعيدا عن التطورات والأحداث التي حدثت أثناء فترة الشهر الكريم وجب على كل فرد بعد عملية التطهير النفسي وتفريغ جميع الشحنات السلبية التي في داخله من خلال الصفاء الديني والاقتراب من الله في هذا الشهر الكريم، لا بد ان يبدأ في الأيام المقبلة بفكر يحمل الشحنات الإيجابية ونقصد هنا بكيفية بناء مستقبله لكي يقدر أن يبني ويصلح مجتمعه.
إن الفرد لا يقتصر فقط على الموظف بل نقصد المجتمع بأكمله بما يحتويه من فئات، والفئات هي مجموعات وجبت أن تكون متصلة لا منفصلة لبناء مجتمع متكامل، تلك المجموعات التي تعد خلايا، كل منها تعمل من أجل الكل والكل يبني وطنا متكاملا، والتكامل يأتي من عمليات لا بد أن تكون حسابية نتائجها سليمة لا تحمل كسورا أو أرقاما خاطئة لتعطي لنا النتيجة لوطن متقدم مزدهر.
عندما تطرقنا لعملية التطهير وأرسطو في مقالتنا وقمنا بالتحليل من خلال علم الرياضيات نريد أن نثبت من خلال كلماتنا أن جميع العلوم والثقافات ما هي إلا علوم قد اكتملت من الكل ولم تقم من أجل الفرد، ذلك هو الوطن بما يحتويه فهو للكل وليس للفرد.
فلتكن رسالتي دعوة للجميع بأن نبدأ للعمل من أجل الجميع والابتعاد عن «الأنا»، فبلغة أهل المسرح لم نشاهد أو نقرأ مسرحية قامت للفرد لأن المسرح قام للجمهور ليتثقف من ثقافته، فليكن الوطن مسرحا لنا ليعطي ثقافة لجمهوره.
مسك الختام: كل عام وأنتم بخير.
[email protected]