في البدء وجب علينا ان نعرف تعريفا مبسطا، ما هو الصداع العنقودي؟ وما أوجه التشابه والاختلاف بينه وبين قضيتنا التعليمية التي سنسلط الضوء عليها اليوم؟
الصداع العنقودي هو أكثر أنواع الصداع شدة وحده في الألم، يصاب به الرجال أكثر من النساء، ذلك المرض «الله يبعده عنا وعن القراء» تحل أول نوباته على المريض في الغالب بداية مرحلة المراهقة وأحيانا يبدأ في سن متأخرة، وإلى الآن عالم الطب لم يعرف له أسباب ولا علاج، فالمهدئات هي الطريقة الوحيدة التي تعمل على تهدئة تلك النوبات.
ذلك هو الصداع العنقودي، وتلك أسبابه غير المعروفة طبيا، أما علاجه فلا أحد يملك له غير المهدئات لكي يتمكن من التحكم في تلك النوبات التي تهلك مريضها، ذلك النوع إذا قمنا بعمل مقارنة للتشابه والاختلاف بينه وبين إدارة البعثات والمعادلات في التعليم نجد أنها تطابقه من حيث الحدة والشدة في الألم.
أما الاختلاف فهو بأن الصداع العنقودي أسبابه غير معروفة وإدارتنا أسبابها معلومة، ومن حيث العلاج الطب يعجز بوجود الداء أما البعثات والمعادلات الدواء موجود ولكنه محجوب.
لن نقوم بالتفسير والتوضيح في مقالاتنا عن ماهية إدارة البعثات والمعادلات، ولن نخوض في الحديث عما يحدث من نوبات قد تؤدي للصرع التعليمي لمراجعيها لما يجدونه من بعض موظفيها، وعن الأسباب فإن قضيتنا الكل يعرف أسبابها وكيفية طرق علاجها عكس الصداع العنقودي، فالطب عجز أمام ذلك المرض لعدم معرفة أسبابه وكيفية علاجه، ولكن قضيتنا يمتلك مسؤولونا علاجها ويعلمون أسبابها تلك هي قضيتنا، وذلك هو محورنا الأساسي.
البعثات والمعادلات تلك الإدارة التي لابد أن تمتلك أناسا على درجة عالية من العلم مع الخبرة لأن طبيعة عملهم تحتم التعليم العالي قبل الإدارية العالية، فالصداع يأتي عندما يتجه طالب العلم لأناس لا يعلمون طبيعة الجامعات الخارجية، بل أغلبية أصحاب القرار بها قد يمتلكون الخبرة الإدارية ولكن الخبرة الأكاديمية يفتقدون الكثير منها، وهذا ما نجده في معادلات تأخذ من الشهور لاعتمادها ومنه يصاب المراجع بالصداع التعليمي.
قضيتنا أساسها العلم وليس العمل، ومن هنا تأتي النوبات العنقودية ممن تدرجوا ليمتلكوا زمام الأمور في تلك الإدارة وفق التدرج الوظيفي أو وفق حرف «الواو»، فالرقي في العلم والوصول إليه هما أساس تلك الإدارة كما نص دستورنا، فعلى سبيل المثال لا الحصر الجامعات سواء كانت عربية أو أجنبية تريد من يقوم بالاطلاع عليها ليس فقط لتطبيق القوانين واللوائح عليها، ولكن الاطلاع على ماهية نوعيتها وكيفية تطوير أبنائنا الطلبة واحتياج الدولة لتلك المخرجات التعليمية بعد ذلك، مو تقولون علم البستنة وغيرها من علوم مجمدة.
قضيتنا الكثير تكلم عنها والأغلبية من النواب أدرجوها في جداول الأسئلة البرلمانية، وفي كل يوم نجد أن تلك الإدارة لم تصبح فقط صداعا بل أصبحت ورما خبيثا وجب استئصاله.
مسك الختام: كل الشكر لمكتب الوكيل وإدارته لما يقومون به من عمل الآخرين، عساكم على القوة.
[email protected]