د.نرمين الحوطي
من الممكن ألا أكون اول من يقول لك جميل جدا، ومن الممكن ألا اكون آخر من يقول ابدعت بقلمك الأدبي بكتابة القصة القصيرة، ولكني ساكون من الاشخاص الذين يترقبون بشغف ما الذي سيكون بعد من كتاباتك القصصية!
«كيدهن عظيم» هي للكاتب عبدالله غازي المضف الذي يفاجئنا على الدوام بكتاباته القصصية من خلال انتقائه للمواضيع بدقة ويعرف كيفية دمجها بالماضي ليقدم لنا الحاضر بحلة تواكب مجتمعنا. ففي قصته القصيرة التي تحمل عنوان «كيدهن عظيم» والتي نشرت يوم الجمعة بتاريخ 5 الجاري في جريدة «الوطن»، بدأت الاحداث من خلال استرجاع التاريخ كعادة مؤلفنا وتميز كتاباته بهذا من خلال استخدام بعض الاقوال والاحداث المأثورة في تاريخنا وتراثنا العربي، وهذا ليس بجديد على المضف فهو على الدوام تكون بدايات قصصه او رواياته من عالم السحر الشرقي والعربي، كما لو انه حارس على هذا التاريخ، فنادرا ما نجد في عصرنا الحالي من يستخدم هذا الاسلوب.
«كيدهن عظيم» قصة تجمع ست قصص ابطالها شخصيتان رئيسيتان هما «محمد ودلال» ولكل قصة لون مختلف عن الآخر ولكن الفرشاة واحدة، فها هو في قصته الأولى يطرح قضية انتخاب المرأة وكيفية اصرار الفتاة الكويتية على دخول هذه المرحلة وتفضيل الانتخابات على الزواج، ومن ثم ينتقل بنا دون الشعور بالقطع او الملل لقصته الاخرى بنفس الاسماء ويكون بطلها الرئيسي محمد الذي يصف لنا من خلاله وبصورة هزلية الشخصيات القيادية وايضا يتطرق من خلالها لقضية الانتخابات، وطبعا لابد على كاتبنا كعادته المعروفة ادبيا أن يطعم قصته ببعض الانتقادات السياسية العربية وطرح قضاياها، وها هو ينهي قصته الثانية ليدخلنا باللوحة الثالثة من خلال اروقة الجامعة، وايضا يكون محورها الانتخابات وابطالها الى الآن معه لم يتغيروا، واذا به ينقلنا الى الرابعة لينتقد بعض السلوكيات التي لا يجوز القيام بها من البعض في مجتمعنا، وتستمر انتقاداته لهذه السلوكيات في قصته الخامسة وينهي قصته السادسة ليرجع من حيث بدأ بتيمة الانتخابات لتكون خاتمة قصته «كيدهن عظيم». من الممكن ألا اكون قمت بالسرد او النقد التحليلي لما كتبه عبدالله المضف، ولكن عندما ذكرت في البدء أن كل قصة لها لون ولكن الفرشاة واحدة، كنت اقصد قلم المضف كانت الفرشاة واحدة برغم تنوعه في الألوان «الاحداث» فنجد انه اختار تيمة واحدة وهي «الانتخابات» لينطلق منها، وكان اختياره لشخصيات محددة «محمد ودلال» ليكون قادرا على ان يطرح من خلال قضية واحدة قضايا كثيرة متشعبة للقارئ، وهذا هو ما يسمى بالابداع.
واخيرا وكما تعودت اقول ابدعت يابوغازي ولكنك مقل في اصدارتك فاتمنى ان تثري لنا اكثر من هذه الكتابات لاننا بالفعل نحتاج الى دماء جديدة تحيي الأدب وفنونه.
ملحوظة: «يا ريت يا بوغازي وضع اميلك ليستطيع من يريد التعليق ان يبعثه لك ويتواصل معك وعساك عالقوة».