اليوم هو العيد الوطني لمحبوبتي الكويت، وأخص في هذا اليوم كل أم وابنة وابن وزوجة شهيد وأسير، وأقول لهم: « أنتم تاج على الراس»، مع الدعاء لهم بالصبر على فرقة من فارقوهم فداء لتراب الكويت.
نبدأ معاكم سطورنا اللي فيها نستقدم وين كنا عشان نشوف شلون صرنا؟ قبل الغزو الغاشم كانت فرحتنا بالعيد الوطني لها طعم غير، تلك النكهة طبعت مذاقها الخاص على كل شيء يخص العيد الوطني في السابق، فعلى سبيل المثال لا للحصر إذا نظرنا الى الأوبريتات التي كانت تقام لتلك المناسبة تجد ان كلماتها تستمد من الوطن وأنغامها تشدو من العبق القديم، كنا وما زلنا نشاهد ونسمع تاريخنا وماضينا بحلة العيد وفرحة الوطن، أتذكر عندما كنت في الماضي أرغب ليس أنا فقط بل الكل يرغب في المشاركة سواء في الأوبريت أو في المسيرات التي كانت تتحلى بالزهور والحلوى واللوحات الفنية التي تحمل الكثير من معالم الكويت، وان لم نستطع المشاركة كنا نشارك بالوقوف للمشاهدة مع أسرنا، وكل هذا لم يأت وليد يوم أو أسبوع أو شهر، بل كان العيد الوطني يجهز له من العيد الوطني السابق له.
شلون صرنا بعد الغزو؟ أصبحت الأفراح تشمل العيد الوطني وعيد التحرير، ولكن كيف أصبحت تجهيزاتنا له؟ للأسف أصبحت الأعياد تأخذ الطابع التجاري أكثر من الطابع الوطني، تلك هي الحقيقة الكل أصبح يلهث وراء أوبريت أو مشروع وطني من أجل المكسب المادي فاقد المعنى الوطني، فإذا قمنا بعمل مسح شامل لكل ما أقيم بعد التحرير تحت مظلة العمل الوطني نجد الأغلبية لا تمت بأين كنا وشلون أصبحنا، صرنا نسعى الى الكسب المادي من خلال قضية وطن، تلك هي قضيتنا التي تكمن في الماضي ومحاكاتنا لتاريخ أجدادنا دون أن تحمل أوراقه دماء شهدائنا وأسرانا، واليوم وبعدما منّ الله علينا عز وجل بنعمة التحرير أصبح تاريخنا يحمل الكثير للذكرى والتوثيق لتوظيفه في أعمالنا الوطنية، وعلى الرغم من هذا التاريخ إلا أننا نجد شلون صرنا، ما هي إلا أعمال وقتية لا تحمل صدى ولا بصمة في تاريخ الكويت، فقط ما تحمله هي حفنة من الأموال للبعض ممن يتاجرون بقضية وطن، وفي النهاية ما نقول غير وين كانت احتفالاتنا وشلون صارت.
٭ محلك سر: كل عام وأنتِ بخير يا ديرة العز يا تاج على الراس يا ديرتي الكويت.
[email protected]