اليوم السادس والعشرون من شهر فبراير عيد تحرير الكويت من الغزو الغاشم، قبل أن نخوض في قضيتنا التي تنبع خيوطها من معنى كلمتها وجب علينا أن نعرف ماذا تعني كلمة «تحرير» في لغتنا العربية؟ وهل ما تعنيه من معانٍ هو ما نقدمه لأبنائنا؟
قضيتنا ليست بلغز أو معادلة رياضية صعب تفكيكها ووجود حلول لها إضاءتنا اليوم تنبع من معنى كلمة التحرير وهي كما يقول معجم المعاني الجامع «التحرير: مصدر حرر» ومن هنا تبدأ كلماتنا ونحن على مشارف الذكرى الـ 25 على تحرير الكويت أي ربع قرن، وقضيتنا تتلخص في سؤال واحد وهو: هل قامت أي جهة بتوثيق كامل شامل لتلك الذكرى في تاريخ الشعوب؟
إذا قمنا بعمل حصر على ما قدم من أعمال سواء كانت فنية أو أدبية نجد أن تلك المجهودات ماهي إلا أعمال فردية برغم انه في بعض الأوقات تحمل الصفة الحكومية وبرغم من هذا نجد تلك الأعمال فقيرة من حيث محاكاة قضية التحرير ومن هم أبطالها، فإذا قمنا بأخذ الأعمال التي قدمت نجد أغلبيتها تقوم بذكرى التحرير بعيدا عن التعمق بحبكتها ومحاكاتها، وإذا قمنا برصد الشخصيات التي تذكر في تلك الأعمال نجدها محصورة في أسماء معينة، وبعيدا عن تحليل تلك الأعمال نعود إلى محور قضيتنا وهو هل تم توثيق شامل لكل من استشهد وأسر في ذلك الغزو مع ذكر ما قام به من أعمال جليلة تجاه الوطن؟ نجد أن الإجابة: لا.
ما جعلني أثير تلك القضية عندما أقوم بسؤال طلابنا في المدارس عن معنى التحرير أو من قام بتحرير الكويت تكون الإجابة غير معمقة للحدث الذي يذكر، وإذا قاموا بالإجابة فتكون مقتصرة على بعض الأسماء والأحداث وما يحصر تفكير أجيالنا وأبنائنا هو قضية الإجازة وما سيقومون به من شغب في المسيرات في ذلك اليوم فهل ذلك هو التحرير لمن نقوم بغرس الهوية الوطنية فيهم؟ والسبب ليس منهم بل نحن من قمنا بهذا لأن البعض لا يفقهون معنى كلمة «تحرير».
ان القضية لا تقتصر فقط على الغزو الغاشم بل القضية تشمل الكثير من قبل هذا التاريخ فكم من معارك شارك فيها الكثير من أبناء الكويت واستشهدوا فيها ولم يذكر في تاريخ الكويت عنهم شيء! والسبب أن أغلبية من يشرفون على تاريخ الكويت يفقدون معنى الهوية الوطنية فهم بالأساس لا يمتلكون فكر التحرير والأفق المتحرر ليتحرروا من الكسب الذاتي وتكون قضيتهم الكسب الوطني وينتهي بنا المطاف ولا يعلم أبناؤنا ما هو «عيد التحرير».
مسك الختام:
كم من شهيد من ثرى قبر يطل
ليرى ما قد سقى بالدم غرسه
[email protected]