هو الوشم الذي يقوم به البعض من خلال رسم شكل من الأشكال على جسدهم لتكون علامة ثابتة في جسدهم لتميزهم عن الآخرين، ويبقى السؤال: بم تميز؟ بعيدا عن تاريخ الوشم عبر الحضارات والعصور والأزمنة نجد أن أغلبية الأديان والمذاهب ترفض أن يؤذي الإنسان جسده وتنهى الأعراف عن الرسم على الجسد لأي سبب من الأسباب، وتبقى قضيتنا التي نقوم بمناقشتها اليوم ليس على الأساس الديني بل على الطابع الدنيوي مع احترامنا للحرية الشخصية والمعتقدات الإنسانية إلا أن السؤال يطرح نفسه: ما الصورة الجمالية التي يراها البعض عندما يقوم برسم الرسومات على جسده لتبقى معه طوال الدهر؟ وإذا رغب في نزعها قام بتجريح جسده لينزع تلك الأشكال الغريبة من جسده.
إن الله عز وجل عندما خلق الإنسان خلقه في أفضل صورة ليميزه عن باقي المخلوقات الأخرى، إذن المولى عز وجل ميز بني الإنسان عن الكائنات الأخرى فلماذا يقوم البعض بوضع إشارات أو اشكال ليميز شخصه عن الآخرين؟ عندما نقوم بالتركيز على البعض نجد أن التمييز أصبح تشويها لهم لما يقومون به من وضع أشكال ورسومات على جسدهم كما لو أنك ترى لوحات تشكيلية مقززة ذات لون موحد غير مريحة للعين، فهل التميز بأن نجعل من أنفسنا لوحات متنقلة تسير بين البشر للفرجة المقززة من حيث اللون والخطوط غير المفهومة المبهمة؟! أم التميز بأن نضع إشارات غير مفهومة لطقوس معنية لتعرف بها بين مجتمعاتنا وتبقى قضيتنا ذات نهاية مفتوحة دون وضع حدودنا لها «التميز بماذا»؟
قد يرى البعض أن سطورنا ضد الحرية الشخصية وقد يقرأها الآخر ويصف كلماتنا بأنها ضد التمدن ومن هذا وذاك نجد أن الحرية الشخصية والتمدن ومواكبة العصر ليست بـ«التاتو» ولا التحرر الفكري يأتي بأن نجعل من عقولنا وفكرنا أداة تسيطر عليها الظواهر السطحية من صور التمدن غير المجدية ليتظاهر البعض بأنهم متمدنون دون أن يصبوا للتمدن والارتقاء في التقدم العلمي والعملي، ان معادلتنا الفكرية صعب الوصول للحلول لها، فمن نريد منهم الارتقاء بالمجتمعات لا يمتلكون إلا قشور الحضارات الأخرى وفكرهم لا يعرف غير التميز من خلال «التاتو»، فهل يعقل بأن يكونوا هؤلاء مستقبل حضاراتنا؟!
مسك الختام:
لا يصنع الشباب حياة
إلا حين تصنع الحياة منهم شبابا.
[email protected]