عندما تلقيت خبر التفجير الإرهابي في مسجد الإمام الصادق في صلاة الجمعة الموافق 26/6 كنت أزور معلمي في ذلك الوقت لأبارك له بالشهر الكريم، وأطمئن على صحته، وأثناء زيارتي وجدت هاتفي يستقبل كماً من الرسائل بشكل مزعج، وهنا وجدت معلمي يطلب مني أن أشاهد هاتفي لعل الأمر يحتم عليّ أن أرى وأرد على من يراسلني، فقمت بالفعل أقرأ ما أرسل لي وإذ بي عند قراءتي ومشاهدتي للرسائل لم أتمالك نفسي وانهمرت في البكاء، فقال أستاذي: عسى ما شر؟ قلت له: كارثة في الكويت، ممكن تفتح التلفاز، للتأكد من صحة ما أقرأه وأشاهده من أخبار. وبالفعل قام بفتح التلفاز وإذ بنا نجد ما رأيته ولم أقدر أن أبلغه به حقيقة أمام أعيننا.
وبعد تهدئتي ومتابعة الأخبار وجدت أستاذي يقول: المهم الآن أهل الكويت شنو بيسوون بعد 26؟ فقمت بسؤاله ماذا تعني؟، فقال: يا بنتي هذه رسالة لأهل الكويت قد نكون بالفعل أجبنا على العدو في نفس الساعة بحضور والدنا أمير الكويت في اللحظة نفسها ليطمئن على أبناء الكويت، فتلك رسالة لكل معتد على وطننا بأنه لا تفرقة ولا عنصرية في موطنناـ ولكن المفترض أن نفكر كيف نحصن الكويت ونحصن أنفسنا لنكون حصنا متماسكا لا تفرقه طائفية ولا مذهبية ولا يقدر هذا الإرهاب على هدم وحدتنا الوطنية؟ بمعنى أكثر: تتذكرين لما كنت أقول لك ابتعدي عن الأخبار التي تبعث إليك عن طريق «الواتساب» ومن المفترض أن نسمع ونقرأ الأخبار من مصادر موثوقة.. فقلت: نعم أذكر.
فتابع الحديث: وتتذكرين عندما كنت أقول لك عدم تداول كل ما يهدم الوحدة الوطنية من خلال الإشاعات التي تروج من أناس لهم أجندات بعمل الفتنة في مجتمعنا، كل هذا لابد من الآن أن يتوقف وأن يتجاهله أهل الكويت، فالتجاهل يجعل أصحاب تلك الرسائل والإشاعات ييأسوا وتصبح إشاعاتهم ليست لها قيمة ولا أهمية عند أهل الكويت هذا شق، أما الشق الثاني فهو دور الإعلام، اذ لابد أن يكثف في الأيام القادمة تثبيت الوحدة الوطنية ولا يقتصر هذا فقط في الإعلانات أو البرامج القصيرة «لا» فلابد الآن أن توضع خطة إعلامية مكثفة تعمل على كيفية غرس القيم للوحدة الوطنية وإثرائها في مجتمعنا من خلال المسلسلات والبرامج، كما لابد أن يصحو الإعلام للبرامج الدينية وانتقاء من يقومون بتقديمها وتكون الرسائل الدينية محتواها الوحدة الوطنية والأخوة والرحمة من خلال قصص وأحاديث تدعم القضايا التي قمنا بذكرها، وأخيرا التربية والأسرة لهما دور مهم وأساسي وذلك بالابتعاد عن غرس التطرف المذهبي، وبناء مجتمع يقوم على أنا «كويتي».
٭ مسك الختام: صح لسانك يا أستاذي وأتمنى أن تصل رسالتك.
[email protected]