من أجمل الأوقات عندما تكتب عن بعض الأخطاء التي تتواجد في مجتمعنا وتجد الكثيرين يتفاعلون مع ما تكتبه مما يجعل القلم يستمر في تسليط الضوء على الأنماط المخربة في المجتمع.
خلال الأسبوع الماضي سلطنا الضوء على من يدعون بأنهم إصلاحيون للتعليم وهم ليسوا بذلك، وبالفعل وجدت صدى لكلماتنا في الأجواء التعليمية، واليوم نسلط الضوء على من يدعون بأنهم متخصصون في بحور العلوم الشكسبيرية وهم لا يفرقون ما بين ماكبث وهاملت!
قصتنا اليوم حروفها ليست بجديدة على مجتمعاتنا وبطل روايتنا شخصية رئيسية في مجتمعنا هو «أستاذ ما ميش» صورة نجد منها الكثير في أوساطنا العلمية والعملية تلك الشخصية المحورية التي تدعى على الدوم بأنها تمتلك من بحور العلم الكثير وإن ما تمتلكه من العلم لا يمتلكه الآخرون ومنه تقوم بتلقيب وتنصيب نفسها «بالأستاذ» وعند البحث عنهم والحديث معهم نجدهم كما يقول أهل مصر «أبيض يا ورد» بالمختصر «أستاذ ما ميش».
بطل قصتنا اليوم هو أحد من يحملون شهادة الدكتوراه ولا نعني في قصتنا شخصية معينة بحد ذاتها لأن بطل مسرحيتنا كما قلنا في السابق يوجد منه الكثير في مجتمعاتنا العربية، ولكن اليوم سوف أسرد لكم إحدى قصص «أستاذ ما ميش» عندما بدأ حياته العلمية وقرر أنه لا بد أن يحمل شهادة الدكتوراه ويقوم بنيلها من أهل الفرنجة، المراد ذهب أستاذ «ما ميش» الى عقر دار شكسبير ومع هذا قام بالدراسة في قسم «المستشرقين» وهو غير معترف به تعليميا في وزارة التعليم وبرغم من هذا لم تدقق الجهات المعينة واعتمدت له درجة الدكتوراه بعدما انهى دراسته من خلال مشروع ليس في صميم تخصص «شكسبير» ومن هنا بدأ مشوار التخصصية بمفهوم أستاذ ما ميش «قل ما شئت ولا تتعلم لما شئت»، رجع بطلنا إلى موطنه وأخذ من أخذ بالتطبيل والتهليل له وبعد فترة منح لنفسه درجة الأستاذية وبعد النيل الوهمي منها أصبح يدعي بأنه الخبير الشكسبيري في الوطن العربي فتحت له الأبواب والكل قام على تصديق كذبته وترأس الكثير من المشاريع ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟
خيبة الأمل ليست لأستاذ «ما ميش»- لأنه لا تفرق معه- هو ما تفرق معه المسميات والمراكز ولكن خيبة الأمل للجهات الحكومية والخاصة التي منحت له الثقة لتنمية المراكز الثقافية وبعد فترة وجيزة وجدت من تتعامل معه ما هو إلا أستاذ ما ميش.
مسك الختام: قالوها أهلنا يا جماعة «ما ميش.. الجذب حبل قصير».
[email protected]