في منتصف الأسبوع دعتني صديقتي إلى السينما من منطلق كسر الروتين والتغيير، وبالفعل ذهبنا لمشاهدة فيلم «الخلبوص» وقبل أن نخوض في العملية النقدية للعمل السينمائي وجب علينا أن نعرف معنى اسم الفيلم الذي كان نقطة البداية الخاطئة له، فكلمة «الخلبوص» إذا بحثنا عن معناها في معجم المعاني الجامع نجد أنه اسم طائر أصغر من العصفور، ذلك من حيث المعنى الواقعي، أما كنايته فهو يطلق على من يشابه النشال أو خادم الراقصات والمغنيات أو المهرج أو البهلوان، وما رأيناه في قصة الفيلم لا يمتّ بصلة لذلك، فالبطل المحوري لقصة الفيلم ينتمي لأسرة عريقة وغنية في المجتمع المصري كما أنه إنسان تعلم ومكث العديد من السنوات في الدول الأوروبية وعندما أتى إلى موطنه عمل فنانا في فن التصوير وله الكثير من المعارض وما كان يعيبه هو أنه يحب النساء وعدم الاستقرار على فتاة واحدة للزواج منها، فأين هو من كلمة «الخلبوص»؟
تلك كانت البداية، أما الوسط وما يدور به من أحداث للبطل والبحث عن الزوجة والتلاعب على الدوام من البطل على الفتيات المراد الزواج منهن، فبالرغم من إجادة الدور للبطل وإعطاء المشاهد المواقف بشكل كوميدي إلا أنه وقع في مشكلة تطويل أحداث الفيلم التي جعلت المشاهد يملّ والسبب أن المؤلف قام بتطويل أحداث كثيرة ومكررة غير مسببة، ذلك التطويل حرق الكثير من الأداء الممثل بل نجد أن المؤلف أعطى دور البطولة المحورية وتناسى الأدوار شبه الرئيسية مع البطل مما أدى لضعف الحبكة وهشاشة الحوار التي تصل بنا إلى نهاية الأفلام السعيدة بزواج البطلة من «الخلبوص».
لن أسرد قصة الفيلم لأجعل للأغلبية حق المشاهدة والحكم على الفيلم ولن أطيل في النقد له، ولكن ما تميز به الفيلم نقطة جميلة جدا وهي تكرار البطل المحوري بأن جميع الانتصارات الحربية لمصر من قام بها جمال عبدالناصر مع العلم أن ما ذكر من أحداث من قام بها هم رؤساء أتوا بعد عبد الناصر وهذا ما يحدث بالفعل ليس فقط في مصر بل في أغلبية الدول العربية انه عندما يكون هناك غضب على زعيم يقوموا بتغيير التاريخ ونفي اسمه منه وهذا يحسب لمؤلف « الخلبوص».
٭ مسك الختام: مشكلة معظمنا أننا نفضل أن يدمرنا المديح على أن ينقذنا الانتقاد. (نورمان فينسنت بيل).
[email protected]