تلك القبعة التي ينظر إليها الكل ويجاهد من أجلها معلنا عند ارتدائها انتهاء دراسته الجامعية، كان النقاش يدور بيني وبين إحد الصديقات أثناء تريضنا قبل الإفطار بالسؤال لي: هل بالفعل ان من اخترع فكرة تلك القبعة هم المسلمون؟ وهل كانت فكرتها نابعة من وضع القرآن الكريم في المنطقة المربعة لتطبيق قول الله عز وجل (وفوق كل ذي علم عليم)؟
انتهينا من رياضتنا أنا وصديقتي على اتفاق فيما بيننا بأن أقوم بالبحث عن الإجابة وكتابتها من خلال مقالتي لهذا الأسبوع، وبالفعل ذهبت لمكتبتي للبحث عن مصدر تلك القبعة وأيضا قمت بالبحث الإلكتروني فوجدت تضاربا واختلافات بين أصول تلك القبعة، فالبعض يقول: إن الروب يرجع إلى القساوسة والرهبان في العصور الوسطى، حيث كانوا يمثلون رجال الدين للدولة، وبجانب تلك المهام كانوا يقومون أيضا بتدريس الطلبة وعندما ينهي الطالب دراسته يصبح راهبا فيرتدي هذا الزي الموحد للكهنة والرهبان، والرأي الآخر يقول: ان القبعة كانت تستخدم في القرنين الرابع والخامس لتمييز الفلاسفة والفنانين عن عامة الشعب، وأخيرا نجد من يقول: إن العرب المسلمين في الأندلس كانوا يستخدمون هذه القبعة لوضع المصحف فوقها حتى ينطبق قول الله تعالى (وفوق كل ذي علم عليم).
من تلك الآراء لا أجد تضاربا واختلافا فيها كما يدعي البعض، فالكل يجمع على أن تلك العباءة والقبعة بدأت من الدين ووفق التاريخ والمراحل الزمنية لابد أن تتغير من حيث الشكل الديني، فالديانة المسيحية كانت قبل الإسلام، إذن عندما يأتي الإسلام ويريد أن يستخدم تلك الفكرة وجب عليه أن يغير فكرتها وفق مبادئ الدين الإسلامي ومن جميع تلك المراحل والمتغيرات يبقى شيئ ثابت، الثابت هو «التميز»، فمن يرتدي هذا الزي لابد أن يكون قد أنهى مرحلته الجامعية، وتلك هي سبب الفكرة وليست طريقتها لأن الطرق تختلف مع مراحل الحياة وتغير الأزمنة، وما يؤكد كلماتي أننا اليوم نجد أن جامعتنا أصبحت لا تضع القرآن الكريم مثلما كان في أيام الأندلس، بل نجد بعض الجامعات قامت بتغيير اللون ولم يصبح اللون اسود مثل أيام العصور الوسطي، ولكن ما بقي هو متي وكيف نرتدي graduation cap؟
٭ مسك الختام: (ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألونه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور- سورة فاطر: 28).
[email protected]