في نهاية الأسبوع الماضي صممت «فجر» ابنة أخي، رحمه الله، على أن نذهب الى مسرحية «الفيران»، فقمت بالاتصال بمؤلف العرض وابني، وأعنيها بكل معانيها أ.عثمان الشطي، للحجز وإذا به يقدم لنا دعوة كريمة منه لحضور المسرحية.
قبل أن نبدأ في النقد الموضوعي لمسرحية الفيران سوف نقوم بكتابة نبذة عن موضوع المسرحية الذي يتلخص في صراع بني الإنسان، القصة تختصر في أختين فقدتا حنان الأم وأمان الأب وأصبحتا لا تمتلكان في الدنيا من يرعاهما، تبدأ القصة بدخول الأختين إلى منزلهما القديم الذي تركه لهما والدهما، هذا البيت المجهور الذي قامتا بتنظيفه وهما لا تدركان أنه يوجد من يشاركهما سكنه في الجزء الأسفل تحت الأرض من «الفيران»، لتكتشف الأخت الصغرى بعد ترتيب المنزل هذا الشيء عندما تنزلق إلى الأسفل «البدرون» فتجد عالما آخر كل من يسكنه الفيران.
تجد الأخت الصغرى أن هذا العالم يحمل الكثير من الصراعات من أجل البقاء ومن أجل السلطة وعلى الرغم من هذا تتعايش معهم وتقوم باللعب مع من يحملون الطيبة في نفوسهم، وهنا نجد الأخت الكبرى تقوم بالبحث عن أختها وعندما تجدها تكتشف ما اكتشفته أختها الصغرى فتذهب الأخت الكبرى وتقوم بتبليغ مصلحة القضاء على القوارض لأنها موظفة بتلك الهيئة وبالفعل يأتي العاملون ويقومون بنشر مواد السامة للقضاء على الفيران، ولكن كانت مع الفيران الأخت الصغرى التي كانت تلعب معهم فتلقى حتفها معهم وتأتي الأخت الكبرى فتجد العاملين في البيت وتعلم أنهم قاموا بالقضاء على القوارض وهنا تصرخ بأن أختها الصغيرة معهم فيقومون بالنزول لإسعافها وإخراجها من البدرون ولكن للأسف تكون الفتاة الصغيرة قد فارقت الحياة.
وبعد بكاء الأخت الكبري وصراخها نكتشف أن كل هذا مؤامرة من الأخت الكبرى فهي التي قامت بدفع أختها الصغيرة لتنزلق في البدرون وهي من قامت بإعطاء أوامرها برش المواد السامة وهي تعلم بأن أختها معهم وكل هذا من أجل الحصول على المنزل بمفردها، وهنا نصل للنهاية والرسالة المراد توصيلها من المؤلف وهي أن تصرفاتنا نحن بني الإنسان وما نقوم به من صراعات من أجل البقاء ما هي إلا تصرفات وحشية وحيوانية.
تلك هي القصة وهذا هو نقدنا على العرض المسرحي فالرؤية الإخراجية كانت تشمل الكثير من الإبداعات الإخراجية سواء على صعيد كيفية توظيف الإضاءة مع الديكور الذي كان موفقا بدرجة الوصول إلى الابداع، وإذا تناولنا أداء الممثلين والذي يبشر بطاقات شبابية جادة مدركة ما المسرح، نرفع لهم القبعة، إلا أننا نقف على عامل الصوت والموسيقى التي تعد العنصر الأساسي للمسرحية، فللأسف كانت الموسيقى تعلو على صوت الممثلين لدرجة أن بعض المشاهد لم نعرف ما الحوار القائم بين الممثلين مع العلم أنه مسجل فكيف سقطت من المخرج؟ أما النقطة المهمة والتي صدمتني هي وجود كم هائل من الأطفال مع العلم أن العرض للكبار مع ما يحمله من معان ومشاهد قاسية لا يقدر الطفل على استيعابها بل تزرع في نفوسهم الخوف على مدار العرض ومن بعده أيضا فكيف سمح لهم بالدخول؟
مسك الختام: ألف مبروك لجميع فريق العمل، ونتمنى أن تؤخذ سلبيات العرض بعين الاعتبار وتعدل في الموسم القادم.
[email protected]