مع نهاية فصل الصيف وبداية اعتدال الجو وعودة نسمات الهواء الجميلة، تبدأ اجتماعاتنا عند معلمي «بومبارك»، وتبدأ حواراتنا وتعليقاتنا واختلافاتنا التي نحرم منها بسبب تواجد أستاذنا خارج البلاد طيلة فترة الصيف.
كان السبت الماضي انطلاقة الموسم الثقافي والسياسي والاجتماعي، فما يميز مجلس «بومبارك» عن غيره من المجالس أنه يشمل العديد من الميادين العلمية والفكرية والإنسانية، وكانت أولى محاوراتنا عن الكتابة وحرفيتها وكيفية استمداد الفكرة وبلورتها إلى أن تأخذ شكل المقال أو القصة أو أي شكل أدبي آخر، وتصبح عملا أدبيا يشاهد أو يقرأ أو يسمع، ومع المحاورات والمداخلات فيما بيننا طرح أحد الأصدقاء وجهة نظره طالبا الرد عليها من خلال مداخلات المجموعة، فقال: في بعض الأوقات عندما نجلس مع بعض أصحاب الأقلام المتميزة نجد أننا لا نتمتع معهم في الحديث مثلما نتمتع بهم وبفكرهم من خلال كتاباتهم، ما يجعلنا في بعض الأحيان نظن أنه يوجد من يكتب لهم وأن ما يطرحونه من أفكار هي ليست أفكارهم، فما رأيكم في وجهة نظري؟ وما الأسباب لذلك؟
اختلف الكثير فيما قاله الزميل عندما أعطى لنا الكثير من الأسماء سواء كانت في الماضي أو في حاضرنا، مؤكدا في حديثه لبعض الحوارات الشخصية التي حدثت وكان هو طرفا بها أو بعض أحاديث إعلامية لهم، انتهى الحوار بالعديد من المداخلات، فمن قام بالدفاع الإيجابي عن البعض منهم، والبعض الآخر كان موقفه سلبيا، إلا أن أتت لحظة الحسم معلنة عن انتهاء اللقاء من خلال حديث ورؤى «بومبارك» في القضية المطروحة، فقال:
يوجد من يقوم بسرقة الأفكار من الآخرين وهم قلة، وبرغم ما يقومون به وينالون على سرقاتهم الكثير من الشهرة الأدبية، إلا أنه مع الوقت تنكشف حقيقتهم المزيفة أمام جمهورهم، أما النقطة التي أود تسليط الضوء عليها في تلك القضية هي أن الفكرة عندما تأتي للمفكر أو المبدع تكون وليدة لحظة، لا نعلم ما أسبابها وظروفها وحيثياتها لكي نناقش بها المبدع بعد بلورتها وتصبح موضوعا له بداية ووسط ونهاية، تلك الحالة من الصعب مناقشتها، لأنها وليدة لحظة غير مسببة، ذلك هو الإبداع وهذا هو المبدع الذي في بعض الأوقات وعند محاوراته يصعب عليه الحديث عن نتاجه الإبداعي، ليس تقصيرا منه، بل من الممكن أن يكون سوءا من المحاور الذي يحاوره أو ضعف الحديث وعدم التوافق الفكري والأدبي بينهما.
* مسك الختام: قمة القسوة بحق ذاتك أن تعيش على إرضاء من هم حولك ليعيشوا هم على كسر كل ما هو جميل فيك.
[email protected]