انتهت انتخابات مجلس الأمة 2016 وقد ارتضى البعض النتائج والبعض الآخر «لا» ومن هنا وهناك استوقفني موقف حدث أثناء العرس الانتخابي.
كنت جالسة عند إحدى الصديقات «أم يوسف» قبل ليلة التصويت لاختيار مرشحي مجلس الأمة 2016 وكنا نتبادل الحوار أنا وهي عن المرشحين وتصورنا عن المجلس القادم، وأثناء الحديث أتى اتصال لها فأمسكت بهاتفها وأخذت تعابير الاندهاش على وجهها، وأخيرا أجابت على المتصل ولم أسمع من «أم يوسف» منذ بداية محادثتها من المتحدث، فمنذ الاتصال لم تقل غير كلمة واحدة «خير إن شاء الله» وبعد تكرار تلك الجملة مرارا وجدتها وبنبرة حادة تقول للمتصل:
أم يوسف: «سمعي يا بنت عمتي أنا سمعتك وخليتچ تقولين اللي في قلبچ، بس أحب أقولچ كل الأسماء اللي قلتيها وتبيني أرشحهم وأخلي ربعي يرشحونهم ترى هذول لا إصلاحيين ولا يعرفون شنو معنى الإصلاح وأعتقد انچ غلطتي في الاتصال.. مع السلامة».
وانتهت المكالمة وكنت بالفعل متخوفة من وعلى «أم يوسف» وبصوت هادئ قلت لها: تعوذي من إبليس، عسى ما شر؟
أم يوسف: تخيلي بنت عمتي أيام بل شهور لم تفكر تتصل فيني لتسأل على صحتي أوعن أخباري، مع العلم بأنني على الدوم أقوم بزيارة والدتها والسؤال عنها وأهي عمرها ما سألت عني، مع العلم بأنني أكبر منها بالعمر، والمضحك أنها تعد من السيدات اللاتي يدربن ويعلمن بناتنا مبادئ الإسلام، فلا أعلم كيف تعلم الإسلام وهي لا تقوم بها أولا؟ فالإسلام حث وأوصى بصلة الرحم والتواصل والسؤال بين الأهل، الله يهديها ويهدينا، المهم الأخت تريد أن أعطي صوتي وصوت من أعرفهم لبعض الأسماء وتقول إنهم إصلاح للدولة والمجلس، لا أعلم كيف تريد مني أن أصدق ما تقوله؟ فكيف أعطى صوتي لأناس يتبعونها أو تتبعهم هي وهم جميعهم لا يعرفون معنى صلة الرحم، ولا يعنون معنى «الرحم»، فإذا لم يكونوا رحماء على أهلهم فكيف سيرحمون الكويت وأهلها؟ بس ما أقول غير: بركاتك يا مجلسنا.
* مسك الختام: قال تعالى (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا : سورة النساء ـ1).
[email protected]