في بادئ الأمر لابد من أن نتقدم بالشكر والامتنان لكل من يعمل في وزارة الداخلية لما يقومون به من جهد وعناء للحفاظ على أمن الكويت وغرس الأمان في نفوس المجتمع الكويتي.
اليوم إضاءتنا تحوي بعض السلوكيات الخاطئة التي نراها من بعض أفراد مجتمعنا، فعلى سبيل المثال لا الحصر هؤلاء الشباب الذين يقوموا بقيادة المركبات بسرعة جنونية مع الاستعراض بطريقة هجومية وعشوائية، ما ينتج عنها أصوات مزعجة تريب من يسمعها وتريح من يفعلها وتسمى بلغتهم «خمسات وتشفيط» وغيرها من المسميات! ومن منا لا يرى بعينه تصرفات بعض الشباب والفتيات وما يحدث من معاكسات بينهم، ما يؤدي الى تعطيل السير «الله يهديكم ويعفو عنكم»! وهاهم شباب المستقبل أغلبيتهم يقودون الموتسيكلات بطريقة جنونية، والجديد ليس القيادة العشوائية بل من يركب وراءهم، وهانحن نعيش في أجواء شتوية رومانسية تحرك مشاعر شبابنا، ما يجعلهم يأخذون فتيات أحلامهم وراءهم على «الموتسيكل».. قد يقول البعض: «حرية شخصية»، ولكن ما نقف عنده ما ترتديه تلك الفتيات «شبه العاريات» جاعلات شعورهن تتطاير في الجو كما لو أننا في دولة أجنبية ولسنا في بلد إسلامي! وكم من تصرفات خارجة عن نطاق مجتمعنا نراها على مدار اليوم، ولكن ليس بأيدينا أن نغيرها، فما نمتلكه هو الدعاء لهم ولأسرهم، ومن هنا تبدأ قضيتنا.
وما تعجز عن فعله الأسرة وجب على أسود «الداخلية» تكملته وإعادة إصلاحه، وكلماتنا هذه لا تعني أن «الداخلية» مقصرة في حق مجتمعنا، بل رسالتنا اليوم موجهة لأصحاب القرار بأن يعطوا مساحة أكبر لتنفيذ القرار وتغيير الكثير من القوانين التي تواكب عصرنا، بل تجعل العقاب مدرسة وتأهيلا لجيل المستقبل، فعلى سبيل المثل لا الحصر في دولة الإمارات العربية المتحدة عندما تيأس الأسرة من تقويم أبنائها يقوم رب الأسرة بالتبليغ عن ابنه وتسليمه للجهات العسكرية، لا للسجن، بل للالتحاق بالمدارس العسكرية لإعادة تربية الأبناء عن طريق الحزم والانضباط ولتغرس فيهم جميع مبادئ الحب والولاء للوطن وللمجتمع ليصبحوا في المستقبل جيلا يعتمد عليه، فلماذا لا نطبق تلك التجربة في الكويت؟!
في الماضي كانت مدارسنا تلزم أبناءنا بالتربية العسكرية سواء للبنات والصبيان، وبالأمس كان التجنيد إجباريا، ولن أدخل في عرقلات و«مهرتلات» مجلس الأمة الذي إلى الآن لم يعيد قانون التجنيد والتربية العسكرية، ومن هنا نوجه رسالتنا لأصحاب القرار بأن تصبح لنا إدارة متخصصة في وزارة الداخلية لا تنتظر التبليغ، بل من يُلق القبض عليه في سن الحدث يحول إلى الكلية العسكرية سواء بالداخلية أو بالجيش وفق الاحتياجات ووفق إمكانيات الحدث، وهذا لا يقتصر على الشباب بل للفتيات أيضا، وهنا نكون قمنا بحل جذري لتهور الشباب وجنونهم، بل سنجد عند تطبيق تلك الفكرة الكثير من أبنائنا يخشون من ذلك القانون لأن القليل من يعشق حياة العسكرية، وهنا نجد شبابنا وبناتنا عندما يقدمون على تصرف جنوني وشاذ يضعون نصب أعينهم قبل عقولهم ماذا ينتظرهم من عقاب.
مسك الختام: ساعات قليلة ويقبل علينا مولد المصطفي صلى الله عليه وسلم، فكل عام والأمة العربية بخير.
[email protected]