منذ أيام قد تكون كثيرة ومن الممكن أن تكون معدودة كان انطلاق مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ17، قد يستغرب البعض بأنني من المسرحيين ولا أعرف متى بدأ ومتى سوف ينتهي أو انتهى؟! لأنه بالبساطة لم تصل لي دعوة وهذا أمر عادي لمن يملك القرار في ذلك الصرح الثقافي؟ مو مشكلتنا.. قبل أن نبدأ إضاءتنا اليوم على العديد من السلبيات وجب علينا أن نتقدم بالشكر للزميل أ.مفرح الشمري الذي كان بالنسبة لمحبي المسرح صورة مجسدة تنقل لنا من خلال مقالاته كل فعاليات المهرجان، بل كان همزة وصل ما بين فعاليات المهرجان وجمهور المسرح، قد يقول البعض إن ذلك من صميم عمله، نعم ذلك عمله وأتمه على أكمل وجه بل فاق التميز فيه، مع العلم بأنه توجد لجنة في ذلك المهرجان أو لجان كان من المفترض أن تقوم بتوزيع الدعوات وتذكير البعض «المغضوب عليهم» بالندوات والفعاليات المدرجة في ذلك المهرجان ولكن تلك اللجان أصبحت لجنة واحدة تحت مسمى «مفرح الشمري» عساك القوة يا بومحمد.
إضاءتنا برغم من عدم الدعوة للحضور وكلماتي اليوم ليست بتصفية حسابات ولكن عندما أجد خطأ ينسب لعروس الخليج هنا فقلمي وقلبي لا يقدران على ألا يكتبا لمن يخطئ في حق الكويت ويشوه صورتها.
بدأت القصة عندما استقبلت رسالة على الواتساب من صديقة إعلامية وصحافية تخبرني بأنها في الكويت ضمن الوفود لمهرجان المسرح الـ 17 وبعد السلام اتفقنا بأن نتقابل على العشاء في الفندق الذي تسكن فيه مع ضيوف المهرجان، وبالفعل قمت وذهبت لها وأثناء تناولي للعشاء معها وجدت المسؤول عن المطعم يتحدث مع أحد المنظمين للمهرجان ويقول: لا زم تدفع الحساب، الأكل بس للضيوف ! وهنا همست لي صديقتي وقالت: لهذه الدرجة يوجد عجز في ميزانية الكويت؟ وإذا بالضيفة تهم بالنهوض لتدفع الفاتورة وهنا قلت: حبيبتي الله يعزچ للحين ديرتنا بخير.. وللأسف ما تشاهدينه ما هو إلا تقصير من إدارة المهرجان.. اجلسي ولا تحرجي المنظم.
وبالفعل جلست وبنبرة استياء قالت: كنت أسمع على تميز مهرجاناتكم وندواتكم الثرية وحسن الضيافة وما وجدته خلال تلك الأيام وما سمعته وجدت العكس في كل ما سمعت وقرأت عن ريادة الكويت في الثقافة الخليجية؟ فقلت لها: ما هو ما سمعتيه؟ وماذا رأيت؟ فقالت: مع احترامي لكل من تواجد إلا أنني أسمع الهمس الكثير بأن ضيوفكم أسماء مكررة مع العلم بأن أحد المسؤولين ذكر لنا بأن في هذه الدورة تغيرت أسماء كثيرة تجاوزت 60% وما قرأته من نشرات لدورات سابقة يؤكد بأن التغيير لم يتجاوز 20% وبالفعل فإن الأسماء مكررة في كل دورة مما جعل الدورة نفس الرتم ونفس الروح ولم يشعر الآخرون بالجديد، أما الندوات فكانت تحمل الكم الكثير من المعلومات ولكن للأسف بسبب عدم التوزيع والنشر المسبق على الحضور لم يعط لنا الوقت بالتحضير للسؤال والاستفادة، المهم بأنني حضرت وشاركت في مهرجان المسرح الكويتي، فبالنسبة لي يعد حدثا لما تحمله الكويت من تاريخ في ثقافة المسرح، أما ما ذكر وما شاهدته يحزن بأن دولة غنية وثرية تقوم بالتبرع للغير ويرفض بعض من مسؤوليها أن يأكل موظفوها على نفقة الجهة المشرفة على المهرجان.. فلم أقدر بأن أجاوبها إلا: الكويت للحين بعزها وخيرها ولكن ما شاهدتيه هو سوء إدارة من بعض المتحذلقين الإعلاميين في الكويت؟
٭ مسك الختام: إن بناء الكويت ورفعتها، والذود عنها وحمايتها هو في المقام الأول مسؤولية شعبها وجهد أبنائها...من كلمات أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد الصباح، رحمه الله -أكتوبر 1992.
[email protected]