تبدأ سطورنا اليوم من حيث انتهت مقالتنا بالأمس، إضاءتنا اليوم لا تنحصر فقط في وزارة التعليم العالي بل هي تشمل الكثير من القطاعات الحكومية، نسمع ونقرأ الكثير من تصريحات بعض المسؤولين، فتارة نجد منهم من ينادي بأنه لابد من ضخ دماء جديدة والبعض منهم ينادي موظفي وزارته بالمثابرة والجهد في عملهم، والبعض الآخر منهم يطالب كل موظف بأن يقوم بالتطوير في عمله وعلمه، وفي نهاية المطاف.. محلك سر!
استشهاداتنا اليوم لقضيتنا مستمدة من واقع الحياة العملية، تختلف الأحداث من جهة لأخرى ولكن يبقى الحدث متكررا في أغلبية الدوائر الحكومية:
٭ إحدى الزميلات في العمل ارسلت لها دعوة من مهرجان مسرحي مدرسي بأن تكون تلك الأستاذة الفاضلة أحد أعضاء لجنة التحكيم ولكن عندما تقدمت للمسؤولين ومن يمتلكون القرار أجابوا على كتابها ودعوتها: هذا مسرح مدرسي وأنت تدرسين مسرح كبار! شر البلية ما يضحك.. تلك أولى مصائبنا وضع الثقافة والفنون تحت مظلة أناس لا يعرفون أن المسرح المدرسي هو جزء لا يتجزأ من المسرح، عفوا القضية لا تنحصر فقط كما قلنا في السابق في وزارة التعليم العالي أو المجلس الوطني للثقافة والفنون، لأن أغلبية دوائرنا من يجلس على الكرسي، ويمتلك القرار بيده، ليس من أهل الخبرة والعلم بما يعمل به!
٭ حدث يتكرر كل يوم في الكثير من الجهات الحكومية لمن لا يمتلك حرف «الواو» وأولهم «أنا» والحمد لله، بدأت القصة عندما قام أحد مسؤولي المسرح باتهام أعضاء هيئة التدريس في كل من المعهد العالي للفنون المسرحية والمعهد الموسيقى بأنهم لا يقومون بتطوير أنفسهم من خلال كتابة الأبحاث والمشاركة في الندوات العلمية، وها أنا اليوم أشارك باسم الكويت في معرض الكتاب الدولي لجمهورية مصر العربية بورقة علمية كما طلب المسؤول منا بالتطوير والبحث العلمي، وعلى الرغم من كل هذا إلا أننا نجد البعض ممن يمتلكون القرار في وزارتنا الموقرة وغيرها من جهات تماطل في إصدار قرار المهمة، يا جماعة الخير! الحمد الله عيال الديرة ما عليهم قاصر، بس شنو نقول كل من يرى الناس بعين طبعه.
٭ في كل يوم نسمع أغلبية المسؤولين ينادون بالقانون واتباع اللوائح، والحمد الله تلك الشعارات والفقاعات الإعلامية تتردد على مسامعنا كل يوم، ولكن ما نراه غير ما نسمعه، فتارة يقولون التوظيف لأبناء الديرة، وما نراه تقديم الوافد على ولد الديرة، يا جماعة غيروا بدلوا! ويأتي البعض يقولون لابد من تطبيق اللوائح والقوانين عند اختيار القياديين، وفجأة من دون سابق انذار نجد حديثي التخرج هم من أصبحوا مديرين ووكلاء مساعدين وعمداء، خوش تطبيق لوائح! والجديد قانون التقاعد الذي أصبح ورقة للبعض ممن يريدون التخلص منه، والسبب «مو مرضي عليه»، وختامها الترقيات فالموظف الحديث هو من ينال الترقية، وأصحاب الخبرة والأقدمية في.. محلك سر!
٭ مسك الختام: من غير قرار يا معالي الوزير نثابر ونعطي من الروح قبل المال من أجل الكويت...
[email protected]