الأصول والأنساب تلك الكلمات تتداولها للأسف بعض مجتمعاتنا العربية إلى الآن، بل نجد أن كثيرا من الأسر تقف حائلا أمام إتمام بعض الزيجات والسبب هو البحث عن النسب والأصل، وهذا ما أستغربه من مجتمعاتنا العربية والمجتمع الكويتي بالأخص! وقبل السؤال ما هو الارتباط بين النسب والأصل والزيجات وزهور الأقصى؟ اجعلوني أقص عليكم الحكاية، حيث ستكتشفون أن ما أعنيه يصب في وعاء واحد وهو المال.
الحكاية أتت من «تجمع الخميس» والذي ذكرته لكم من قبل انه اليوم الوحيد الذي أجلس فيه مع أصدقائي المقربين لي، وكان الخميس الماضي يوما مميزا جدا والسبب يرجع إلى تغيير المكان، فقد جرت العادة أن نجتمع في الدسمة ولكننا اتفقنا فيما بيننا على أن نذهب هذا الأسبوع إلى الشاطئ من باب التغيير، وبالفعل ذهبنا وجلسنا على أحد شواطئ الكويت واستمتعنا بجمال الجو والرفقة الجميلة والسماع إلى سيدة الغناء العربي (أم كلثوم)، ما جعلني أعيش بعض الساعات من الهدوء النفسي الذي أنتظره كل أسبوع، وأثناء تلك الجلسة وجدنا زهور (زوزو) كعادتها تحرك الهدوء الساكن تطرح سؤالا على كل واحدة فينا: ما السبب في عدم الزواج لمن لم تتزوج منا؟ أما الأخريات منا فطرحت عليهن ما أسباب طلاقهن؟ (تقولون تجمع المطلقات والعوانس) المهم كل منا قامت بالإجابة إلى أن أتى دور(زوزو) وهنا تبدأ حكايتي معكم اليوم من إجابة زهور.
كانت حكاية زهور عن عدم زواجها أن كل من يأتي لها للزواج تقف أسرته بوجهه لعدم وجود أصول نسبية لزهور، وهنا استوقفتني إجابتها إن زهور مثل أي فتاة عربية جميلة الشكل بل من الممكن أن أقول بالفعل فائقة الجمال، وذات أخلاق عالية أما دراستها فهي إنسانة مثابرة على تحصيل أعلى الدرجات العلمية ليس ذلك فقط بل شديدة الحرص في دراستها بأن اختارت الندرة في تخصصها العلمي كل هذا وللأسف، وتقف في صفوف من لم يتزوجن بسبب الأصل والنسب ولن أخوض في تعاليم الإسلام وما حثنا عليه رسولنا الكريم من اختيار الزوجة ولكن سأطرح سؤالا لمن يتباهون بالأنساب والأصول، أليس الأقصى هو من أصول الإسلام؟ مهلا لا تستغربوا من سؤالي لأنني أعنيه، لماذا لم أجد هؤلاء ممن يدعون الأنساب والأصول يدافعون اليوم عن الأقصى وما يحدث له من أهوال في تلك الفترة؟
عندما قمت بالمقارنة في بداية مقالتي كنت أعني ما سأذكره عليكم الآن، عندما أشبه زهور بالأقصى فإنني أعني هذا التشبيه، أليست زهور فتاة عربية تتكلم لغة القرآن وتحمل صفات ديننا الإسلامي، لماذا نضحك على أنفسنا ونعلق أسبابنا على حاملة النسب والأصل، ما ينقص زهور ينقص الأقصى وهو المال! نعم المال فلغته دائما الأقوى في العالم، فإذا كانت زهور أو غيرها ممن لم يتزوجن بسبب الأصل والنسب يمتلكن المال لأصبحن ذوات نسب أرستقراطي! ولكن للأسف هي عربية وكما قلنا ينقصها الجاه والمال وهذا ما يربط بينها وبين الأقصى!
الأقصى عربية مهد الأديان السماوية منذ سنوات كثيرة تضرب وتنتهك محارم مسجدها ويعذب من يسكنها، قضية الأقصى لا يوجد من يدعمها ماديا لتصبح عربية الأنساب ويدافع كل منا عنها، فقط نكتفي بالشجب والاستنكار! والسبب هو لغة المال، كانت تلك حكايتي معكم اليوم زهور الأقصى.
كلمة وما تنرد: يا جماعة الخير الأدب فضلوه على العلم، أستغرب من بعض أهل التعليم التلفظ ببعض العبارات الجارحة للطلاب، ترى يا جماعة الخير اعيالنا ما دخلناهم الجامعات عشان ينسبون وينهانون، ولا تقول هذا كويتي وهذا وافد.
[email protected]