في الماضي كنت أظن أن من يكتبون في العلوم الإدارية يبنون كتاباتهم فقط على النقل الحرفي ممن كتبوا قبلهم من نظريات دون أن يدخلوا بها الواقع، أي كنت أعتبرها نظريات بحتة، ولكن عندما بعثت لي إحدى الصديقات عن طريق رسالة الإلكترونية محاضرات قام بإعدادها الأستاذ في علم الإدارة د.محمد علي أسعد، وقمت بقراءتها برغم أنني لست من الأشخاص الذين يهوون قراءة هذه العلوم، إلا أن د.محمد أسعد استخدم في محاضراته شكلا جديدا يجعل القارئ ينجذب لمادته، فقد استخدام رسومات للإنسان والحيوانات والطيور الذي قام بتصوير حوارات بينها ليشرح نظرياته وتوصيل المعلومات للطالب والقارئ أيضا، وهذا ما جذبني واستهواني لقراءتها، وعند قراءتي لها وجدت أن هذا العلم لا يقتصر فقط على النظريات بل إنه يحاكي الواقع أيضا، ووجدت أن علم الإدارة هو أساس لعلم الحياة وأساس الواقع المعاش لكل فرد مع الفرق في التغييرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ولكن يبقي علم الإدارة صمام الأمان لأي مجتمع يريد التقدم والرقي له ولمجتمعه، بل وعندما قرأت هذه المحاضرات وجدت أنه حتما على كل فرد في المجتمع أن يطلع ولو بعض الشيء عن هذا العلم ليستفيد منه لذاته ومجتمعه أيضا، وقد اخترت لكم قصة من هذه القصص، عفوا محاضرة من تلك المحاضرات وكتبتها لكم بعد تلخيصها، وإذا سألتم لماذا هذه بعينها؟ فلأنني وجدت فيها رموزا لبعض الشخصيات المرتبطة في مجتمعنا، تناقش المحاضرة قصة أرنب يحاكي طيرا على الشجرة، ويكون هذا الطير طيلة القصة لا يقوم بأي عمل إلى أن يأتي له الأرنب وهو مغتاظ بجلوسه على الشجرة جالسا دون أي عمل يقوم به، فيسأله: هل يمكني أن أجلس مثلك ولا أعمل شيئا طوال اليوم؟ فيرد الطير عليه باستهزاء: بالتأكيد ولم لا؟ فيقوم الأرنب بالجلوس على الأرض وبالفعل لا يقوم بعمل أي شيء غير الجلوس، وبعد فترة من الوقت وأثناء جلوس الأرنب مستمتعا بما هو فيه من استرخاء وعدم القيام بأي شيء يفيده أو يفيد المزرعة ظهر نمر متسللا للمزرعة وإذ به يقفز على الأرنب ويأكله. ومن هذه القصة أراد د.محمد أسعد أن يوصل نتيجة واحدة لطلبته وقرائه وهي: عندما يفكر الإنسان بالجلوس وعدم العمل بأي شيء لابد أن يفكر الإنسان قبل هذا بأن يكون مكان جلوسه في درجة من العلو!
كلمة وما تنرد:
يا جماعة الخير ترى السالفة مو لعب، اليوم قادرين انعالج قضية انفلونزا الخنازير بس والله بكرة إذا ما عالجتم المرض وحوطوا عليه ترى بكرة بتفلت منكم وقالوها أهل الكويت: «إذا فات الفوت ما ينفع الصوت».
[email protected]