في الأسبوع الماضي هلت علينا أستاذة النقد الفني ليلي أحمد من برنامجها الذي يبث على احدى القنوات الخاصة، في البدء أعتذر اذا قمت بذكر اسم «لولو» ولكن ذلك الاسم هو المحبب لي وأناديها على الدوم بذلك الاسم، ناقشت أستاذتنا بالنقد اللاذع كعادتها «ماطق الطار مقلوب» عن احتفالية فنية أقيمت لتكريم العديد من الأعمال الفنية والأسماء الاعلامية وفوجئ العديد من الحضور واعترض العديد ممن تابع الحدث على «السوشيال ميديا» عن تكريم شخصية معينة بحد ذاتها، بعيدا عن أحداث التكريم وما قيل عنها وما كتب فيها تبقى كلمة واحدة ذكرتها أستاذتنا في حوارها وتوقفت عندها وهي «حشيمة».
من هنا تبدأ مقالتنا محاورين من خلال سطورنا اذ الى الآن يحمل مجتمعنا مفاهيم «حشيمة»! لا أعتقد أن أغلبية مجتمعنا يمتلكون ثقافتها، فلنبدأ بالمناقشة والتدليل من خلال تعريبها وتفكيكها لنبحث من خلال معانيها اذا نمتلك ثقافتها: فباللهجة الخليجية تقال «الحشيمة لك» أي لك الكرامة المصانة والمكانة المقدرة المحفوظة، أما اذا قمنا باستخدامها في الزي تعني اللباس الساتر المحترم المحتشم، أما عن الاخلاق وتوظيف كلمة «حشيمة» من خلالها تعني المحتشم الخلوق صاحب الحياء، وأخيرا عندما نستخدمها في الحديث والحوار ما هي الا أن الكلام المؤدب يراعي الذوق العام الذي لا يخدش الحياء، وبعد ذلك التحليل والتفكيك اللغوي والمنهجي لكلمة «حشيمة» هل تعتقد أستاذتنا ليلى أحمد بل هل يظن مجتمعنا أننا نمتلك احدى مفردات كلمة «حشيمة» في مجتمعنا الى الآن؟
أمثلة عديدة نعيشها على مدار اليوم تجعل حصيلتنا تؤكد أن أغلبية مجتمعنا لا يمتلك ثقافة «حشيمة»: عندما يقوم الأبناء برفع أصواتهم على آبائهم وكبار السن وين الحشيمة؟ عندما يقوم الطلاب بالسخرية على معلميهم وين الحشيمة؟ عندما نجد من يدعم الشباب بأن يقوموا بالسخرية والسعي وراء الرذيلة من أجل الثراء وين الحشيمة؟ عندما نجد الموظفين بجميع فئاتهم لا يحترمون من هم أقدم منهم في العمل وأكبر منهم في العمر تقولون في حشيمة؟ صور عديدة تثبت أننا أصبحنا نفقد ثقافات عديدة كانت من الممكن اذا تمسكنا بها تجعل من مجتمعنا مجتمعا متحضرا بالأخلاق، وآخرتها ما أقول غير: أي حشيمة يا لولو؟
٭ مسك الختام: يقول الإمام علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه «اذا فقدت المال لم تفقد شيئا.. واذا فقدت الصحة فقدت بعض الشيء.. واذا فقدت الأخلاق فقدت كل شيء».
[email protected]