فبراير شهر مميز، ليس لأنه ينفرد من بين شهور السنة بأنه 28 يوما ولا إنه كل أربع أعوام يتميز بـ29 يوما، بل انفراده وتميزه للكويت وأهلها لما يحمله من ذكريات تدق ناقوس ذكرى التاريخ كل عام بذكرى الخامس والعشرين عندما تولى الشيخ عبدالله السالم المبارك الصباح، رحمه الله، رسميا مقاليد الحكم عام 1950م وفي السادس والعشرين من فبراير عام 1991م كانت ومازالت فرحة وانتصار، ليس للكويت فحسب بل للعالم بأكمله، فهو عيد التحرير من الغزو الغاشم ورجوع الكويت إلى أهل الكويت، ذلك هو فبراير لأهل الكويت الذي في كل عام ننتظره لنستعيد الذكرى بـ«هلا فبراير».
في بادئ الأمر وجب علي التوضيح أنني لست من الفئة التي ترفض وتعارض إقامة الاحتفالات الغنائية، لكن فبراير له طعم وطني ونكهة عالمية لا يقتصر على أن تكون ذكراه وفرحته باستقدام البعض للغناء مع كل الاحترام بشخص ومكانة كل من يأتي للغناء في الكويت، لكن ذلك الشهر عيد وطني، مما يجعلني أسأل بعض من يملكون القرار ووضع استراتيجية الاحتفالات بهذا العرس ما يلي:
٭ هل «هلا فبراير» ذكرى للاحتفالات الغنائية أم إنه عيد وطني وعيد التحرير؟
٭ أين الاحتفالات الوطنية والتربوية التي كنا نراها في الماضي البعيد؟
٭ أين دور وزارتي التربية والإعلام في غرس الهوية الوطنية من «هلا فبراير»؟
كم من الأسئلة التي تطرح على مسؤولينا، في الأمس البعيد وقبل التحرير كانت عروس الخليج تتجمل شواطئها بأبنائها من خلال المسيرات التي كانت تنظمها الوزارات والهيئات الحكومية، أتذكر عندما كنت طفلة كانت والدتي رحمها الله تأخذني لشارع الخليج نقف ننتظر تلك المسيرات لنشاهد العروض المميزة التي كانت تدمج ما بين الأطفال والشباب ممثلين العديد من صور الكويت بثوب من الفرحة، واليوم ونحن نمتلك عيد التحرير لا نجد من يجسدها ويغرسها في أطفالنا وشبابنا. فقط أصبح فبراير شعارا لاحتفالات غنائية لبعض الشركات الخاصة من أجل المكسب المادي وليس الوطني تحت شعار «هلا فبراير»، فأين عرسك الوطني يا عروس الخليج من هلا فبراير؟
* مسك الختام: «يا أبناء الكويت.. إن التاريخ سيسجل لكم بصفحات الفخر والعز كما سجل لآبائكم وأجدادكم من قبلكم تلك الوقفة الشجاعة والتصدي الباسل الذي قمتم به وقامت به قواتكم المسلحة من جيش وحرس وطني وشرطة لمواجهة جحافل العدوان بقلوب ثابتة مؤمنة بالله، مؤمنة بكل ذرة من تراب الوطن رواها الآباء والأجداد بالدم والعرق».. من كلمة المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه في الأمم المتحدة عام 1990.
[email protected]