أيام قليلة ونودع الشهر الكريم سائلين المولى العلي القدير أن يتقبل صيامنا وقيامنا وأعمالنا، تلك الأيام التي اجتهد خلالها كل مرئ فينا ومازال يجتهد ويكثر من الصدقات والزكاة والاجتهاد في قيام الليل بالصلاة وقراءة القرآن للتقرب من الله عز وجل ليجزيه خير الجزاء، ويبلغه ليلة القدر تلك الساعة التي يترجاها كل مسلم أن تمنح له من ذي الجلالة والإكرام ويتقبل في لحظاتها كل ما يطلبه من المولى العظيم الجبار.
تلك بداية حديثنا أنا وصديقة العمر وأختي التي لم تلدها أمي «جيجي» عندما بدأت أنا بالحديث عندما كانت تسألني عما أقوم به من أعمال في الشهر الفضيل فقمت بذكر ما أقوم به من عبادات وكانت تلتزم الصمت وصمتها على الدوام تكون وراءه العديد من وجهات النظر الصائبة وبعد الانتهاء سألتها: لماذا هذا الصمت؟ فأجابت:
نكثر من الصلاة والصدقات وقراءة القرآن هي بالفعل تكثر من الحسنات وتقرب من الله عز وجل وتطهر النفس في هذا الشهر الفضيل ولكن توجد العديد من العبادات التي قد يتناساها البعض هي أيضا طريق للصدقات!
فقلت: مثل ماذا؟ فأجابت: إماطة الأذى حيث أوصى بها رسولنا الكريم في حديثه عندما قال صلى الله عليه وسلم: «إماطة الأذى عن الطريق صدقة»، فعندما أبعد الأذى عن أي إنسان هي صدقة وحسنة في ميزان حسناتنا، والأذى ليس فقط بالفعل بل بالكلمة أيضا نص عليها القرآن الكريم فعلى سبيل المثال لا للحصر لتوضيح ما اقصده فما يكتبه البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعية من ألفاظ غير لائقة وفبركة السطور دون دليل من أجل الفتنة والتشهير وتهجم سواء على الدولة أو عن بعض الشخوص، فهذا أذى وعندما نقوم بإرساله للغير أيضا ويتم تداوله أذى والسؤال هنا: كيف نقوم بعباداتنا للتقرب من الله ونحن نقوم بأذى خلق الله!
يا نرمين الضحكة صدقة والكلمة الطيبة صدقة والإماطة عن الأذى صدقة فإذا نظرت لكل ما ذكرته من صدقات فستجدينها ما هي إلا تصرفات جدا بسيطة لا تأخذ الكثير من الجهد والعناء، وجزاؤها عند المولى عز وجل عظيمة.
مسك الختام: (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرارـ سورة إبراهيم الآية 24ـ 26).
[email protected]