(وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ألّا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود... الحج: 26)
منذ أيام قليلة أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرارا بضم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الى قائمة المواقع الأثرية في إسرائيل في جنوب الضفة الغربية المحتلة كما أعلن عن ضم «قبر راحيل» (مسجد بلال بن رباح) والذي يقع على مدخل بيت لحم قرب القدس، وبعد ذلك القرار وقعت صدامات عنيفة بين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين في الخليل (الضفة الغربية) في صباح الاثنين 22 من فبراير الماضي، والسؤال هنا: أين الدعم الثقافي العربي لما يحدث في فلسطين؟! أين أنتم يا وزراء الثقافة العربية من ذلك؟!
بالأمس القريب كانت القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009، وكانت جميع الدول العربية في اجتماعاتها الثقافية تصرخ باسم الثقافة معلنة رفضها ما يحدث في فلسطين وانتهاك ثقافتها وفنونها وآثارها، وانتهى عام 2009 ورحلت عاصمة الثقافة عن القدس إلى دولة أخرى عربية ولم نسمع صدى الأصوات تجاه ما حدث من هذا الانضمام، هذه الاصوات التي كنا نسمعها في العام الماضي عن كيفية إحياء التراث الثقافي في مدينة الخليل، بل لم نقرأ أي بيان ثقافي يستنكر تلك الواقعة ممن كانوا ينادون بوقف الوحشية الإسرائيلية ضد الثقافة الفلسطينية.
إن المشكلة لن تقف عند هذا الحد فالمستقبل الإسرائيلي لا نعلم ماذا يخفي لنا؟ الكل يعلم بالمخطط الصهيوني، فهي دولة نشأت على مبدأ وأساس واحد وهو ان حدودها تمتد من الفرات إلى النيل، ذلك هو التاريخ وتلك هي الحقائق، فكل مرة تقوم إسرائيل بغزو واحتلال رقعة من الأراضي العربية ويكون مبدؤها أن هذه الأراضي يرجع تاريخها لليهود وبالتالي فهي لها الحق فيها؟ عفوا، ما هذا المبدأ؟! لا أعلم أين المنظمات الثقافية من ذلك المخطط الصهيوني الذي يتحرك من خلال كلمة «آثار» بل أين منظمة اليونسكو من هذا الوضع المهين للثقافة والآثار؟!
في كل يوم وفي كل فترة نجد إسرائيل تقوم بأكذوبة ثقافية أو أثرية لتثبت للعالم أن ذلك الموقع من هذا البلد هو لها وفقا للتاريخ الذي لا نعلم ما مصدره وما حقائقه، فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما أخذت إسرائيل تروج بالتصريحات الإعلامية أن اليهود هم الذين قاموا ببناء الأهرامات! الكارثة ليست بالتصريحات بل بتصديق تلك الأكاذيب، والخوف من أن نسمع غدا أنهم يطالبون بجبل الطور في سيناء أو ينادون بأخذ مقام إبراهيم في مكة وهنا تكمن الكارثة، فإذا صمتنا اليوم فسوف نقبل ما يأتي لنا غدا.
كلمة وما تنرد:
إلى كل مثقف ومؤرخ أن يرفض ما يحدث في الحرم الإبراهيمي، لأن هذا يعد سلبا لتاريخ العرب والدول الإسلامية، فإذا كان الصهاينة يتعاملون مع التاريخ والثقافة بهذا الشكل فإن للمسلمين الحق في المطالبة بالأندلس منذ زمن بعيد.
[email protected]