على طريقة الأفلام العربية ويحضرني فيلم «لصوص لكن ظرفاء»، ارتكب ثلاثة أشخاص جريمة سطو على محلات قطع غيار سيارات وسرقوا ما بداخلها، ولعل اللافت في تلك الجريمة طريقة ارتكابهم للجريمة وان كانت تدل على ذكائهم في كيفية السرقة إلا أنها في النهاية دلت على الغباء الذي تمتعوا به، وتفاصيل الواقعة كما روتها وسطرتها جريدة «الأنباء» بعددها الصادر في 13/10/2010 أن أصحاب ثلاثة محلات خاصة بتصليح السيارات وقطع الغيار تقدموا لمخفر الجهراء الأسبوع الماضي ببلاغهم بأن محلاتهم تعرضت للسرقة على يد مجهولين، الأمر الذي جعل المخفر يسجل قضية سرقة، وقام على الفور رجال الأدلة الجنائية بفحص المكان حيث تبين أن اللصوص لم يتركوا أثرا يمكن أن يدل على هويتهم، ولعل الطريقة التي ارتكبت بها السرقة تدل على الحرفية والمهارة والابتكار في كيفية السرقة فقد قام اللصوص بطريقة مبتكرة حيث قاموا بإحداث ثقب بالجدار الخلفي لأحد المحلات المجاورة بعد أن حطموا الطابوق وتمكنوا من التسلل إلى المحلات الثلاثة والخروج بعدد وافر من قطع الغيار من المحلات الثلاثة والتي تصل قيمتها إلى ألفي دينار إلا أن جريمتهم لم يكتب لها النجاح حيث ان اللص لابد من أن يترك وراءه خيطا يدل عليه وعلى ارتكابه للسرقة وهذا ما حدث في واقعتنا الماثلة حيث اكتشفت الجريمة ولكن طريقة اكتشافها كانت بالصدفة البحتة حيث كان أحد أصحاب المحلات المسروقة في زيارة لأحد أصدقائه بمنزله وهذا الصديق يعمل مع صاحب المحل المسروق واكتشف الأخير وجود نظارة شمسية تخصه كانت بالمحل وقت السرقة الأمر الذي أثار انتباهه وتبين أنها خاصة به ورغم تحفظ صاحب المحل المسروق في اتهام صديقه بسرقة المحل الخاص به إلا أنه روى ذلك للمباحث التي سارت وراء هذا الخيط وإزاء ذلك اهتمت المباحث بهذا الخيط في الوصول لمرتكبي جريمة السطو على محلات قطع غيار السيارات وباستدعاء صديق صاحب المحل وإخضاعه للتحقيق المكثف من جانب رجال المباحث لمعرفة مصدر النظارة التي وجدت في منزله انهار واعترف باشتراكه مع آخرين في السطو على هذه المحال الثلاثة وسرقة قطع غيار منها وبيعها في منطقة الشويخ وأرشدوا على مكان البيع وتحديدا فــي شارع «الزينة» وتحصلــوا على ثمنها وهــو ألفا دينار واقتسموها فيمــا بينهم، تلك هي الواقعــة التي تدل على خيانة الصديق لصديقه في العمل فبدلا من السعي والجد في العمل راح يبحث عن المال الحرام بل ويخون صديقه الذي أتاح له العمل الشريف وصدق المثل القائل «اتق شر من أحسنت إليه»، فهذا مثال صادق لما يجري على ارض الواقع من خيانة الصديق لصديقه، لكن تلك الخيانة ما ان وقعت حتى كشفت الصدفة ومشيئة الله أمر هذا الصديق وانكشفت خيانته من خلال النظارة الشمسية الخاصة بصاحبه فانكشفت معها سرقته لقطع الغيار، فلولا تلك النظارة لما تكشفت السرقة، فالحقيقة لابد يوما من أن تظهر وتنكشف فمشيئة الله جعلت صاحب المحل المسروق يزور صديقه على غير العادة حتى يقع بصره على نظارته التي كانت بالمحل وقت السرقة وما جعلته يتأكد من أن صديق عمره هو مرتكب السرقة وخيانته في عمله، ولعل المنظار القانوني لهذه الواقعة يفرض نفسه فالمادة 222 من قانون الجزاء الكويتي تجرم السرقة التي تحدث من مكان مســور وكان وسيلة دخوله كسر السور الخارجــي وهو ما يتوافر في حالتنا الماثلة فضلا عن ارتكابه السرقة ليلا وهــو المجرم بنص المادة في فقرتها الثانيــة وذلك بتشديدها للعقوبة لمدة لا تجاوز سبــع سنوات، وأقول في نهاية مقالي هذا انــه يجب على الإنسان أيا كانت طبيعتــه أن يفكر في كيفية كسب لقمة العيــش وأن يكون ذلك بالعمل الشريف ومــن خلال قنوات مشروعة يتكسب منهــا لا أن يحلل الجريمة للكسب السريــع، صحيح أنه سيصبح ثريا وفي وقــــت قصير إلا أن النهاية التي تنتظره هــي السجن، فضلا على أنه مهمــا كان ذكــاء السارق فلابد أنه يوما سينكشف ويتــــرك أثرا يدل عليه – لذا فاننا نناشد بأنــه يجــب أن يهدينا تفكيرنا إلى التكــســب الحــلال ومن خلال العمل الشريف بدلا مــن ان تكون وسيلة الكســب هي ارتكــاب الجرائم وخيانة الصديــق لصديقــه، لذا صدق المثل القائــل «اتق شر مــن أحسنت إليه».
والله ولي التوفيق،،
www.riyad-center.com