تمر الكويت في هذه الايام بذكرى عطرة على قلوبنا جميعا، الا وهي ذكرى الاستقلال والتحرير، فضلا عن مرور خمس سنوات على تولي صاحب السمو الامير تقاليد الحكم في البلاد، فهذه الذكرى يجب الا تمر مرور الكرام، اذ انها تؤكد مدى حب وانتماء المواطن لبلده وفخره به، فضلا على انها تمثل روح التماسك والترابط والاخاء بين مختلف فئات المجتمع الذي نعيش فيه، فالولاء والانتماء للوطن وان كانا لفظين يشيران الى مدى حب الانسان لوطنه فهما بمنزلة الواجب المقدس الذي يقاس عليه مدى تفاني الانسان وتضحيته في سبيل علو شأن هذا الوطن، فالانتماء للوطن هو بمنزلة الماء والهواء للانسان، فاذا فقدهما الانسان فإنه يكون بمنزلة الميت الحي، وانني على يقين بأن جميع اطياف شعبنا لها روح الانتماء والحب لهذا البلد الذي لا يدخر جهدا في اسعاد هذا الشعب وازكاء روح التعاون والاخاء له، وسيتساءل القارئ لهذا المقال ما سبب سرد تلك الاسطر، وقد يكون لهذا التساؤل ما يبرره لأن ذكرى الاعياد التي تمر بها سبق ان تناولتها الصحف بالسرد، الا ان سبب هذا المقال استهجاني وفزعي لما قرأته في جريدة «الأنباء» بعددها الصادر يوم 15/2/2011 وفي الصفحة الامنية تحديدا واستهجاني لما قرأته ليس لشيء انما للواقعة المرتكبة، وتساءلت: هل كان من اقدم على هذا الفعل في قواه العقلية ام انه ارتكب هذا الفعل وهو تحت تأثير عقاقير طبية او مخدرة؟ لأن الاجابة عن هذا التساؤل تتحدد على مصيرها مسؤولية مرتكب الفعل، فقد قرأت ان مصدرا امنيا وردت اليه عدة بلاغات على اقدام سيدة تقود سيارة مسجلة باسم مواطنة تقوم بحرق علم الكويت على مرأى من المارة، الامر الذي سارع معه رجال الامن لموقع البلاغ، الا ان تلك السيدة وما ان شعرت بصافرات الدورية حتى استقلت مركبتها وسارعت بها رافضة الامتثال لتعليمات رجال الامن بالتوقف، وهو ما جعل تلك الدوريات تتبع تلك السيدة حتى وصلت الى منطقة العارضية، وتحديدا القطعة رقم 6، ودخلت منزلها ورفضت الخروج والامتثال لرجال الامن، فقاموا بالاستعلام عن السيارة ورقمها فتبين انها تعود للمواطنة، وعليه تم ابلاغ امن الدولة بالواقعة لاتخاذ الاجراءات القانونية ومن ثم احالة الواقعة الى النيابة العامة لمباشرة التحقيق فقررت ضبط واحضار تلك السيدة، تلك هي الواقعة بجميع تفاصيلها والتي قرأتها في جريدة «الأنباء»، وهي السباقة في عرض ولفت نظر الشارع الكويتي بكل المستجدات على الساحة المجتمعية، فضلا عن جرأة الكلمة التي تطرحها، والمنظار القانوني لهذه الواقعة يفرض نفسه، فالبين ان حرق علم الوطن للبلاد يشكل اهانة له وذلك بحرقه لأنه يعد في حكم اتلافه، فضلا عن انه يعد عملا من اعمال الكراهية والازدراء لهذا العلم الذي يعد رمزا للبلد والوطن الذي نعيش فيه، ولا شك ان القانون الجزائي قد جرم هذا العمل وذلك ان المشرع الجزائي قرر في المادة 33 من قانون الجزاء المعدل بالقانون رقم 31 لسنة 1970 عقوبة الحبس مدة لا تجاوز ثلاث سنوات، وبعد عرضي لهذا الفعل الاجرامي واللا اخلاقي من تلك السيدة لابد ان اعرض بعض الاطر عن هذا الفعل ـ واقول ـ انه لابد ان يتدخل المشرع الكويتي بأن يغلظ العقاب على هذا العمل الاجرامي والذي يمثل عدم الانتماء والولاء لهذا الوطن، لأن علم البلاد هو رمز للبلاد، فكل من يأتي عملا يهين ذلك العلم فإن فعلته هذه تعد اهانة للدولة التي يعيش فيها، لذا لابد من التشدد معه حتى يكون عبرة لغيره، وفي النهاية لا يسعني الا التأكيد على المبادرة بسرعة القاء القبض على تلك السيدة وان تنال عقابها حتى تكون عبرة لمن تسول له نفسه اهانة رمز البلاد، ودليل وجودها، وهو شعار الدولة الذي نكن لها كل احترام وتقدير الا وهو علم وطننا الحبيب، دامت الكويت رفعة وعزة لنا ولجميع الشعوب العربية.
والله ولي التوفيق