ظننت حتى زمن قريب أن الحوادث التي تحدث هنا وهناك من عراك وسرقات وقتل وغيرها من المشاكل الأمنية ليست سوى حوادث فردية لا تتعدى نسبتها النسبة الاعتيادية في أي مجتمع ينعم بجهاز أمني عالي المستوى وبمواطنين ومقيمين يتمتعون بنسبة طيبة من الخلق واحترام الغير حتى قرأت بصحيفة محلية منذ أيام سلطة الضوء على الجريمة بالبلد من المحاكم، حيث ذكرت الدراسة أن المحاكم تشهد جريمتي قتل عمد «يوميا» على الأقل، وما شد انتباه محرر الخبر وانتباهي ايضا هو أن جرائم القتل العمد قد تصل الى 6 جرائم بجانب دخول الأحداث على خط جرائم القتل، كنت اعتقد أن الجريمة ليست في ازدياد وانما هوس تصوير الاحداث لدى البعض وسهولة انتقال الاخبار من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي هي من تهول الوضع الأمني في البلاد لكن وحسب الدراسة عرفت أني مخطئ، نجح ناقل الخبر في جعلي افكر في اسباب هذه المشكلة خصوصا زيادة الأحداث القاتلين.
فما الذي يجعل شابا لم يبلغ 18 عاما يحمل السلاح ويقوم بالقتل مع سبق الاصرار وما الذي أوصله الى هذه المرحلة من العنف الإجرامي؟!
فعندما تريد الاجابة عن تلك الاسئلة من منظور تربوي يقفز أمامك سببان، فأما الأول فتلقاه لدى الأسرة التي غالبا ما تجدها مفككة ليدفع الثمن غاليا من عمر ومستقبل الابناء والسبب الآخر عدم الإحساس بالمسؤولية لدرجة الاستهتار بالقوانين.
على الهامش: ارتكاب الجرائم الكبيرة يبدأ بعدم المعاقبة على المشاكل الصغيرة.
[email protected]