لفت انتباه صديق كان جالسا بقربي، عناوين الفصول والدروس في مادة العلوم يقابلها الترجمة باللغة الانجليزية ليثير إعجابه أمر إدخال اللغة الانجليزية، موضحا أن هذا الأمر كفيل بأن يريح طلبة الجامعة من مشكلة اللغة التي قضت على طموح زملاء لنا كنا نظن ان يذهبوا بعيدا في العلم والدراسة لولا حاجز اللغة، وهو أمر أتفق معه فيه جملة وتفصيلا، ولكن هل الهدف من التعليم أن يكون جميع الطلبة جامعيين في المستقبل؟ وللإجابة عن السؤال، نذهب للدول المتقدمة أولا لنجد على سبيل المثال ألمانيا تعتمد على الفنيين أكثر من الأكاديميين لأنهم هم من سوف يدير عجلة الاقتصاد بالبلد، لذلك تجد فلسفة التعليم مرتبطة مع الرؤية العامة لسياسة الدولة المعتمدة على الصناعات، وهذا نموذج بعيد عن الواقع المحلي بسبب عراقة التعليم ورسم السياسات القديم، لذلك نذكر نموذجا آخر لدول كانت قبل 50 سنة فقط متخلفة تعتمد على الصيد والزراعة والرعي لتصبح في العصر الحديث دولا تتفوق على دول عظمى مثل كوريا الجنوبية التي حددت فلسفتها من التعليم وربطتها بسياسة الدولة لتعتبر في الوقت الراهن من الدول العظمى الاقتصادية في العالم، والأمثلة كثيرة بالتطور سواء القريب منا والبعيد، لذلك يجب أن يكون السؤال الأمثل: ما هي فلسفة التعليم في البلد؟ وما الغاية التي تريدها الدولة من مخرجات التعليم؟ ان غياب هذه الرؤية من فلسفة الدولة أو ضبابيتها جعل أغلبية الطلبة ومعهم الكثير من أولياء الأمور مغيبين عن الهدف الرئيسي للتعليم.
نظرية الناجح يجب أن يكون جامعيا والفاشل من يتخرج دون ذلك من أهم أسباب وجود الأشخاص غير المناسبين بالأماكن غير المناسبة لهم. لذلك يجب على المسؤولين على التعليم بيان أهمية عمل كل فرد بالمجتمع حتى لا يشعر صاحب أي مهنة بالنقص من أي مهنته، وهذا لا يتم الى بوضع سياسة عامة للتعليم وهدف لتلك العملية حتى لا يضغط الطالب على نفسه ودفعه لاستخدام الأساليب المشروعة وغير المشروعة وتحميل نفسه فوق طاقته للعمل بالمستقبل بوظيفة بعيدة عن طموحة ليحقق ثمن المعادلة الصعبة «عمل قليل بمقابل شهري كبير».
على الهامش: قيل في الماضي «أحسنكم أتقنكم لعمله».
[email protected]