في حوالي سنة 1944 قدم الى الكويت أحد الشوام كما نسميهم آنذاك واسمه عبدالرزاق القدومي كنت اجتمع به في المكتبة الوطنية وكانت عبارة عن دكان صغير فعرفت عنه انه أديب ومطلع وصاحب ثقافة إلا انني فوجئت فيما بعد بأن له حسا تجاريا فقد تشارك مع أحد تجار الكويت وأسسوا شركة لنقل الحجاج الإيرانيين إلى مكة المكرمة، كانوا ينقلون الحجاج على سيارات لوري سافرت أول دفعة من الحجاج ثم الثانية فالثالثة ووصلوا بسلام فقدم آخرون غيرهم ومعهم تحويشة العمر وبما ان عدد اللوريات في الكويت محدود وحاجة الشركة ملحة لها فقد تبايع الناس باللوريات حتى وصلت أسعارها إلى أثمان خيالية مما اضطر الشركة الى رفع أسعار نقل الحجاج فعجز الحجاج عن دفع الأجور بسبب غلاء اللوريات فصار الناس كما يحدث الآن بما يسمى «المناخ» ورجع الحجاج الى ايران غير قادرين على الحج وانهارت سوق اللوريات وتضرر الكثيرون فسموا تلك السنة «سنة الشامي» وصرنا نؤرخ بها، توفي رحمه الله قبل عشرين عاما فكتب أولاده اسمه في نعيه بالجرائد عبدالرزاق القدومي «الشامي» ليعرفه المعزون.