الأرض البراح التي تشمل مجمع الوزارات وما حولها حتى خارج السور كانت تسمى «المجاص» لاستخراج الجص منها، والجص مادة تستعمل فيما مضى للبناء لا سيما لتبييض الحيطان، «والجصاصون» الذين يعملون في استخراج الجص من تلك الساحة يوقدون النار من أول الليل من القمامة أو الزبالة، لانها كانت مادة ذات طاقة بدون ثمن، ثم يأتون لها صباحا وقد خدمت النار فيزيحون الرماد ويجدون تحته «الجص» المستعمل للبناء، وتجار الجص يحملونه على ظهور الحمير وله مقاييس الأصغر «الزبيل» والأوسط «المر» والأكبر «الكارة». بقيت الحال كذلك حتى مستهل القرن العشرين.
ثم سميت الأرض «المجاص» رمادا لأنها منظر مزر، حفر ورماد. في سنة 1938 رأت البلدية ان تزيل هذا المنظر فقسمت الأرض إلى قسائم، مقاس كل أرض 100 ذراع وطلبت من الناس ان يختاروا منها ما يشاؤون.
بعض الناس عزف عن اختيار معظمها والبعض الآخر أخذ منها ما يصلح له. هؤلاء ذهبوا الى البلدية لتسجيل القسيمة باسمهم فطلبت منهم البلدية دفع رسم تسجيل قدره «روبية واحدة» وتساوي 75 فلسا فعزف عنها الناس وتركوها. فهل نصدق ان ثمن القسيمة سنة 1938 في رمادان بخمسة وسبعين فلسا وفي مجمع الوزارات؟! أين ذلك من قيمة القسيمة في وقتنا الحاضر حيث لا تقل عن مليون دينار؟!