إنما المرء حديث بعده
كن حديثا حسناً لمن وعى
نعم سنظل نذكر محمد أحمد الرشيد بالخير لأعماله الجليلة ومنها دوره في إنشاء الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، لكي تكون هيئة مستقلة ديدنها مساعدة المزارعين مساعدة حقيقية من أجل تنمية الإنتاج الزراعي وتطويره في الكويت، وهو من يرجع له الفضل الأول في إقرار الدعم الحكومي للمزارعين المنتجين ومساهمة الدولة في تكلفة حفر آبارهم الارتوازية وإنشاء آلاف الأنفاق الزراعية المكيفة في الوفرة والعبدلي، الأمر الذي شكّل نقلة نوعية بالإنتاج الكويتي كما وكيفا.. ووقتا أيضا.
لقد كان محمد أحمد الرشيد قدوتنا في رئاسة مجلس إدارة الاتحاد الكويتي للمزارعين، فعندما أدرك الرجل أن رئاسته تشكّل عقبة أو عائقا لتحقيق كل ما يطمح اليه المزارعون ترك رئاسة الاتحاد لغيره رغم تمسك المزارعين به ووقوفهم بجانبه.. ومع هذا فقد ظل وفيا للمزارعين، مساندا لهم من خلال عضويته في مجلس الأمة الكويتي.
ومن خلال عمله الزراعي كمزارع منتج لثمريات وفيرة عديدة أبرزها زراعة الفروالة رأسيا ـ عبر براميل بلاستيكية ـ في منطقة الوفرة الزراعية بأقصى جنوب الكويت، فالرجل عشق الزراعة كما عشق السياسة وكما نجح في السياسة تفوق في الزراعة فقد حقق رقما قياسيا أول الثمانينيات في إنتاج الفراولة (الفاكهة المدللة) فاق كل المقاييس آنذاك، وفي كل مقابلة كان يدعو لتأخذ الزراعة دورها الذي تستحق ويقول ان الزراعة هي النفط الدائم وان الخير باق في أرض الكويت الطيبة ودور المزارعين لا يقل أهمية عن دور الآخرين بالمرّة.
دروس المعلم محمد أحمد الرشيد لا تنتهي، ومواقفه المشرفة لنصرة المزارعين وتقوية اتحادهم كثيرة تدور كلها حول تحقيق المصلحة العامة لا الخاصة.
وعندما كان زملاؤه في مجلس إدارة الاتحاد يتطرقون مع المسؤولين الحكوميين المعنيين بالشؤون الزراعية لقضية زراعية هو طرف فيها أو معني بها كمزارع في البلاد كان يخرج من الاجتماع تاركا زملاءه يحسمون هذه القضية مع المسؤولين، لا لشيء إلا لأنه لا يريد أن يناقش أي قضية تخصه من قريب أو بعيد.
ولا ننسى أسلوبه الديموقراطي في إدارة الاتحاد الكويتي للمزارعين، فالديموقراطية متأصلة في عقله ووجدانه، فلم يكن يأخذ أو يتخذ موقفا إلا بعد موافقة أغلبية زملائه في المجلس إن لم يكن كلهم، وفي حالة وجود معترض كان حريصا على محاورته حتى يقنعه قائلا: من الخطأ ان يتخذ رئيس الاتحاد أو نائبه قرارا من دون الرجوع لزملائه وموافقتهم وإلا فلماذا ينتخب المزارعون تسعة لمجلس إدارة الاتحاد؟!
ورغم قوة شخصيته إلا انه كان عطوفا رحيما لاسيما على العاملين البسطاء الذين يعملون في الاتحاد، لا يخيب أمل أحدهم فيه، ومازلت أذكر سعيه الدائب لعلاج أحدهم وهو المرحوم «راضي» عندما أصيب بداء الكبد، وكأنه أحد أقربائه، كان رحمه الله عفيفا كريما.
كان المزارع «الرشيد» شمعة مضيئة دائما تحترق من أجل المجموع، فترك في قلوبنا نحن المزارعين بصمات عميقة وذكرى خالدة لن تمحى، فجزاك الله عنا كل الخير.
عضو مجلس إدارة الاتحاد الكويتي للمزارعين