صالح الشايجي
«نقول لهم ثور، يقولون احلبوه»!
هذا مثل كويتي يضرب في حال اليأس وعدم الرجاء والاستحالة، لان الثور لا يدر حليبا،
والمرتجون خيرا من مجلس الامة، هم كالمصرين على حلب الثور!
سنظل نتلقى القذائف من مجلس الامة ما دام موجودا، لذلك ارجو الامتناع عن مهاجمة القوانين القراقوشية المضحكة التي يصدرها المجلس، لان من يعتقد غير ذلك ومن يُفاجأ كلما اصدر المجلس قانونا على شاكلة قوانينه الاخيرة.. تقييد عمل المرأة، والتشبه بالجنس الآخر، واستخدامات البلوتوث، وغيرها وما سيستجد من قوانين لها مثل تلك الصبغات الديكتاتورية والقراقوشية، هو كمن يفاجأ بان الثور لا يحلب وبأنه يرتجي الحليب من الثور!
علينا التوجه مباشرة لمصدر الخطر وقمعه والقضاء عليه قضاء مبرما، بدل التوجه الى النتائج ومحاكمتها ومحاسبتها، بمعنى ان علينا - ان كنا صادقين بمعارضتنا لوأد حرياتنا وانتهاك حقوقنا الآدمية - ان نتوجه الى مجلس الامة ككيان سياسي عبثي متفقين ومتحدين على استئصاله من حياتنا ومحاكمة قوانينه والمتسببين بها بأثر رجعي، فما اتفق مع الدستور والحريات والكرامات الآدمية آزرناه وساندناه، وما اتضح انه مخالف للدستور وينتهك الكرامات ويصفد الناس بأغلال الذل والاستعباد، ألغيناه وألغينا كل ما ترتب عليه، مع ضرورة محاسبة الموافقين عليه، حتى وان كانت الحكومة طرفا في امراره والموافقة عليه.
لابد ان نصدق مع انفسنا، ولابد ان نمارس هذا الصدق ونفعّله، وألا نكتفي بالتذمر والرفض اللفظي، بينما قافلة «المجلس» تسير «خبط عشواء من تصب تمته»، ونحن لا نحرك ساكنا!
لابد للمجتمع المدني ان يتحرك - مؤسسات وافرادا - والا فعلينا ان ننتظر ونطيل الانتظار حتى يدر الثور الحليب!