صالح الشايجي
باب المصالحة مع «اسرائيل» بات مشرعا على مصراعيه، ازالت «حماس» عنه كل الحواجز والعراقيل، ومهدت الطريق اليه وعبدته وانارته، وزينته بالزهور والورود والرياحين، ونصبت على جوانبه جثث الفلسطينيين الذين قتلتهم، من باب الاحتفاء والتزيين، حتى لا يكون الطريق موحشا او ان يضل سالكه، فعلى كل جثة فلسطينية مقتولة او مسحولة نصبوا سهما يدل على الطريق المؤدي الى «اسرائيل»!
وبما ان حكومتنا تحب «التيس الغريب» ولا تستجيب لـ «التيس البلدي» ولو نطحها بقرنيه صبحا وعشية، فانها بالتأكيد لن تخيب امل «حماس» (التيس الغريب) برفع العتب عن «اسرائيل» التي كانت تعلق عليها كل مصائب العرب ورزاياهم وبلاياهم!
فلقد ازاحت «حماس» اختها «اسرائيل» عن مواقع الشك والتخمين والريبة، لتحل هي محلها، ولتؤكد، وبما لا يقبل مجالا للشك، أنها هي - لا اسرائيل - الآثمة والمعتدية والمجرمة والقاتلة والعدوة الاولى وربما الوحيدة للفلسطينيين ولما يسمى بقضية فلسطين!
آن الأوان ان نتخذ الخطوة الشجاعة بالصلح مع اسرائيل وتبادل التمثيل الديبلوماسي معها واقامة علاقات مميزة معها، على اعتبار ان عداءنا معها سياسي وليس شيئا آخر، وبالتالي فان مسببات العداء والمقاطعة قد انتفت الآن وبعدما تفتتت القضية الفلسطينية الى فتاتات وجزيئات صغيرة، «حماس» و«فتح» و«جهاد» و«شعبية» وملحقاتها، وديموقراطية وما الى ذلك من كينتونات سياجية ومافيات قتالية!
وبعدما صار مشروع «الدويلة» المقترحة، دويلتين واحدة في «غزة» التي حررتها «حماس» من الفلسطينيين وابتهجت بذلك التحرير، واخرى في «الضفة» تهدد حماس بابتلاعها هي ايضا!
اذن لم يعد على الارض الآن شيء اسمه القضية الفلسطينية، ولم يعد قائما ما يمكن انتظاره من احداث خاصة بتسوية القضية الفلسطينية اكثر مما حدث! اذن لماذا الانتظار في الصلح مع اسرائيل، وهذا الصلح سيكون لمصلحة من تبقى من الفلسطينيين الذين لم يلتحقوا بولاية «حماس»، او الذين نجوا من سيوفها؟!