صالح الشايجي
نحن بشر نتأثر بما نسمع ونرى ونقرأ ونحدد مواقفنا على ضوء ذلك، فإما فرج أو وجوم وحزن.
قرأت مؤخرا إحصائيات عن أعداد الوافدين في الكويت، فأصابني حزن ووجوم، صفرة في الوجه وارتعاش في اليدين وزغللة في العينين، لأن ما قرأته خطير، فكيف مر على أهل القرار والمسؤولين ولم ترتجف قلوبهم أو تصطك أسنانهم أو حتى تطرف عيونهم؟!
تقول الإحصائية، إن عدد الوافدين الذكور يشكل ضعف عدد الإناث الوافدات!
قد لا يبدو مثل ذلك الرقم - لدى البعض وأهل القرار منهم بالذات - ذا بال أو يستحق الوقوف عنده! ولكنه - عندي - وعند أي امرئ ذي فطنة ومحب لبلاده ولمجتمعه وللعدل فإنه يرى في مثل ذلك الرقم المخيف، ما كان يهدد «سد مأرب» من انهيار، حتى انهار السد!
إن بلوغ عدد الوافدات نصف عدد الوافدين يشكل خطورة أمنية واجتماعية وأخلاقية وتربوية وثقافية على البلاد وعلى الناس فيها، ويحوّل بلادنا الى مجتمع ذكوري صحراوي مخيف مرتع للجريمة وللتوحش النفسي المؤدي بالضرورة الى أمراض نفسية تأخذ صاحبها الى وكر الجريمة!
فضلا عن ان المرأة أكثر ميلا للسلام وللهدوء وتدني درجة خروجها على القانون، وهذا ما هو واضح عالميا.
قد يكون الرد الجاهز هو ان حاجة البلاد الى العمالة الرجالية حسب طبيعة الأعمال التي تؤديها تقتضي مثل هذا الاختلال في التوازن بين أعداد الرجال والنساء!
والجواب الجاهز أيضا على مثل ذلك القول هو: إن ذلك صحيح في بلاد ذات قوانين محترمة تحرص على تطبيق القوانين تطبيقا سليما، وليست فيها فئة ما يسمى بـ «تجار الإقامة» الذين يلعقون عرق الفقراء ليتاجروا به ويسرحوا «عمالتهم» الضالة في شوارعنا دون عمل يؤدونه!
وحتى إذا سلمنا بصحة الرد الجاهز، فإن الأمر لا يصل الى هذا المستوى الهائل في الفرق بين أعداد الجنسين.