بعد حادثة الاعتداء على قناة «سكوب» صرح وزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح، بأن «الكويت بلد أمن وأمان»!
لا أدري ولا أريد أن أدري، ما إذا كانت عبارة «الوحدة الوطنية» صناعة كويتية بحتة محضة خالصة مخلصة معفاة من الضرائب والضرائر والتخليص الجمركي و«الازدواج الضريبي» و«التناضح العكسي» واتفاقية «الغات»، أم انها مسكوكة في الخارج كبقية عباراتنا السياسية التي نستوردها جاهزة مجهزة، ونلوكها لوك البعير للشعير، ولوك النائبات لـ «سد الحنك» ـ وهو نوع من الحلوى ليس إلا ـ ودون دفع حقوق الملكية الفكرية ولا ضريبة الدخل عليها، ورغم هذا لا تطولنا ـ ولا تطالنا ولا تطاولنا ـ تهمة «التهرب الضريبي» نقطة أول السطر.
«ياسر حبيب» المعار للندن ـ من أجل ترتيب البيت الانجليزي ـ شق «وحدتنا الوطنية» وتداعى عقلاؤنا لرأب الصدع وتدعيم «وحدتنا الوطنية» رغم أن ما قاله أكد وحدتنا الوطنية ولم يشقها، لأن الجميع ـ من شيعة وسنة ـ رفض واستهجن وشجب كلامه! إذن أين الخوف على حبيبتنا «الوحدة الوطنية»؟!
هذه ليست مشكلة ولكن المشكلة أن عندنا وحدة وطنية وعندنا عقلاء ومادام عندنا وحدة وطنية وعندنا عقلاء «فما يصير العقلاء ما يطمنون على الوحدة الوطنية» يعني شغل عقلاء فقط وعلى غير العقلاء الامتناع عن التدخل في شأن الوحدة الوطنية، وإلا فإنهم يعرضون أنفسهم للمساءلة القانونية!
انتهت «سالفة» ياسر حبيب، و«ضاق خلق العقلاء»، لأنهم عادوا إلى «قعدة البيت» وما «عندهم شغل» حتى قيض الله لهم عملا جديدا ونصرا طازجا، فوجدوا فرصة في حادثة قناة «سكوب» ليطلوا بعقلهم من جديد، وهبوا هبة رجل واحد وزأروا زأرة أسد واحد، وطاروا مجنحين، كرارين غير فرارين، مقدمين غير محجمين، مقبلين لا مدبرين، إلى مخزن «الوحدة الوطنية» ليطمئنوا عليها ويتأكدوا من صلاحيتها للاستخدام في هذا الظرف العصيب الذي تمر به «ديرتنا الحبيبة»! فوجدوها صالحة - بحمد الله - للاستخدام، ومن جديد تداعوا إلى حماية «وحدتنا الوطنية»، وذلك من خلال عقد جلسة سرية للبرلمان!
ومن خلال استقصاء غير العقلاء ـ وأنا منهم ـ عن علاقة الوحدة الوطنية بحادثة «سكوب»؟! اتضح أن العقلاء خشوا على الوحدة الوطنية من الصدأ والوحشة بسبب بقائها وحيدة ودون استخدام لمدة شهر، وهذا ربما تسبب لها في التآكل الغضروفي وهشاشة العظام وخشونة المفاصل، لذلك وحرصا من العقلاء على صحتها النفسية والجسدية فإنه من الضرورة القصوى مؤانستها في وحدتها والتخفيف من وحشتها!
وحين سؤالنا - نحن غير العقلاء - عن سبب عقد الجلسة البرلمانية بصورة سرية؟ أفادنا العقلاء ـ جزاهم الله خيرا ـ بأن «الوحدة الوطنية» خاصة بالعقلاء وبما أنه لا يوجد عقلاء إلا في مجلس الأمة والحكومة، فإنه لا يجوز للآخرين مناقشتها أو التعرض لها من بعيد أو قريب!
حقا إنهم عقلاء!
[email protected]