صالح الشايجي
ليس من مكابر، ولا عاقل ولا مجنون، ولا ممن تنطّعوا بالديموقراطية ولبسوا أبهى أثوابها، وتزيّنوا بزينتها وتعطّروا برذاذ عطورها، بقادر على ان يمــلك ذرة من شجاعة كي يتسلح بها للدفاع عن استمرار مجلس الأمة، بعدما انفضح المستور وانكشف المقبور، وذلك بعد «كوميديا الاستجوابات الأخيرة» وذلك الماراثون المضحك بين ثلة من النواب تسطّح فهمها الديموقراطي. ويبدو ان الفهم الديموقراطي والنيابي، لم ينضج بعد في عقول بعض أعضاء مجلس الأمة.
لقد اقتنص البعض الفرص الديموقراطية التي تفتح الباب على مصراعيه ودون مواربة للجمـــيع ودون استثناء، ليعبــثوا لا بالديموقراطيــة - فقط - بل بالبلاد كلها وبأهلــها، وليهـــيلوا أكوام تراب النــسيان والاهــمال على واقعها ويقطــعوا صلاتها بماضــيها الذي لا يشــابههم ولا يشـــابهونه، وكأنــهم قد جاءوا بـ «برشوت» الزمن ليهــبطوا فجـــأة على ديموقراطـــيتنا ويسلــبوها أعز ما تملك وهو تعزيز الحريات ودفع المجتمع الى النماء والتـــقدم، حتى وصـــلنا اليوم الى ما وصلنا إليه وصــنع لنا «كوميديا الاستجوابات المريرة»!
يتبقى الآن ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم بشجاعة ويعلنوا موقفا واضحا وصريحا من هذه الديموقراطية المختطفة من قبل من لا يؤمنون بها، لأنهم أساسا لا يؤمنون بالحياة! ولم تبق مساحة للمناورة والتلاعب بالألفاظ والتقليل والتهوين من شأن ما يحدث! وهنا يتبين الإيمان الحقيقي بالديموقراطية، أما الصمت فمعناه موافقة ورضا بما يحدث!