صالح الشايجي
لا أعتقد أن الحكومة بحاجة لتوجيه أو إرشاد أو نصح، ولا حتى لوم أو تمنّ عليها، وليست أيضا بحاجة لقراءة ما يُكتب عنها في خانة السلبيات، ولا سماع ما يقال عنها في الخانة ذاتها!
الحكومة تشبّعت وتضعضعت عظامها وربما تهشمت أو وصلت الى حالة الكساح الكامل، وفقدت القدرة على التأثر والاستجابة للمؤثرات الخارجية وقطعت الاتصال مع العالم الخارجي، وكأنها مركبة فضاء تجوب الفضاء وحيدة منعزلة بعدما تقطّعت وسائل الاتصال وتعطّلت.
الحكومة مصرّة على المضي في طريق الخطأ، والاستمرار فيه، وسيظل هذا نهجها و«برنامج عملها» وبذلك لا تخسر ان لم تكن تربح وتربح كثيرا ولكن الذي يخسر هو الناس والبلاد ككل.
لقد تعوّدنا على حكومة واديها غير ذي زرع أجرد موحش، تقيم فيه وحدها، ونحن وبلادنا في واد آخر، هي تعتقد ان واديها وارف يافع تكسوه الخضرة وتسير فيه الجداول وتغرد فيه العصافير، لذلك فهي مستغنية عن سماع غير صوتها، أما النصيحة فهي عبارة عن مسرحية كوميدية سخيفة كانت الحكومة تشاهدها أو تسمعها وتضحك عليها، أما الآن فقد تجاوزت القدرة على التفاعل مع تلك المسرحية الهزلية السخيفة والتي هي النصيحة.
نبارك للحكومة حالها وحالتها، و«يالله لا تغيّر عليها»!