صالح الشايجي
فرش وريقة صفراء محبوسة بكف معروق منذ زمن نوح ( عليه السلام )، وقبل أن تستوي سفينته على «الجودي» وراح يسألني:
هل تعتقد ان ثمة تلاقيا ثقافيا بين انطلوجيا شاعرات «الأندلس»، وعارضات الأزياء المحدثات الكاسيات العاريات؟!
قلت بتعجب مشوب باستغراب استفهامي:
نعم؟!
قال هل تعتقد أن ثمة..
قاطعته: صهٍ.. صهٍ أيها الفتى، ماذا قلت؟!
أعاد: هل تعتقد أن..؟
قلت: ويحك يا فتى عمّ تتحدث؟ وماذا تقول؟ أوأصابك خرف أو جنون؟
قال: هل تعتقد أن ثمة..
وراح يكرر مقولته نفسها، وكلما لجمته عاد فكررها، فلم أجد بدا من رفسه ونطحه حتى وقع من على كرسيه ووقع الكرسي والشاي الساخن على رأسه وأحرق أجزاء من جسده وبلل ثيابه، وسقطت نظارته الطبية السميكة من عينيه، وراح يخبط الارض ذات اليمين وذات الشمال بحثا عنها، وكلما همّ بالوقوف او الاعتدال من جديد عاد وسقط، أو وقع على رأسه شيء جديد من محتويات الطاولة التي كانت أمامه فصارت فوقه، وتكسّر كأس الماء على رأسه ووجهه فأدماهما، وصار الدم ينفر من منابع متعددة من جسمه الهزيل العليل! وانا مازلت ألعن فيه وأقذع بالسب والشتم والقدح والنهر والزجر مرددا عبارات من نوع «يا بهيم يا عديم الحياء يا جاهل يا سطحي يا تافه ماذا تقول؟ وكيف تقول مثل هذا الكلام التافه؟» فإذا به يئن ويقول:
هل تعتقد ان ثمة تلاقيا ثقافيا ..الخ؟ يقول الراوي: فقمت فذبحته!