صالح الشايجي
لو كنت مكان وزير الاعلام، وجاءتني اسئلة بعض النواب، تسأل: لماذا أوقفتم البرامج الحوارية من تلفزيون الكويت؟ لقلت لهم «على طول» وقبل ان احك شعر رأسي لأفكر باجابة: «مو شغلكم»! ولا شأن لكم و«انتو شعليكم» وازيد من البهارات الكويتية اللاذعة واقول: «وانتو شكو» و«ليش تدخلون عصكم بشي ما يخصكم»؟!
انا هناك ادافع عن قرار الوزير بايقاف تلك البرامج، ولكن احاول ان احصن القرارات الوزارية من تطفل النواب وحشرهم أنفسهم في كل شيء!
يبدو ان نوابنا عندهم عدسات مكبرة او «درابيل» يستخدمونها أول استيقاظهم وقبل الاستحمام وتناول وجبة الافطار، يفتشون بوساطتها عن الصغائر التي لا ترى بالعين المجردة، ليقدموا فيها أسئلة للوزراء المختصين، لأن الصحف ستقوم بنشر اسئلتهم مشفوعة بصورهم، و«زيادة الخير خيرين» و«يا خبر اليوم بسؤال، بكرة بصورة وسؤال»!
دعاية انتخابية مجانية، وكل ما في الامر «عكّاس» او مصور «ديجيتال» وتزويد دور الصحف المحلية والعالمية ووكالات الانباء ومراكز البحث والفضائيات والارضيات والخطّابات بتلك الصور، ان دعت الحاجة الى ذلك! اما الحاجة فإنها تتلخص بسؤال للوزير على شاكلة «ما هي الاسباب التي دعت وزارتكم لاغلاق فتحة الالتفاف (لفة) الواقعة في شارع رقم «5» رصيف نمرة «5» دون مراعاة الظروف الحرجة التي يمر بها لبنان الشقيق وفشل مساعي «عمرو موسى»، واستمرار البحث عن رئيس توافقي»؟ ويقدم النائب المحترم سؤاله وينساه، لان المهم عنده ليس السؤال بذاته او مضمونه، ولكن المهم ان الصحف «الاحدى عشرة» «باسم الله ما شاء الله» و«تبارك الرحمن اللي عينه ما تنام» ستقوم بنشر السؤال وصورة السائل، وذلك هو المكسب الحقيقي للسيد النائب! ولو توقفت الصحف عن تلك «السنة الحميدة» لكسر النواب «درابيلهم» او استخدموها للـ «حداق» او ربما لأمور أخرى!
بصراحة وبكل صراحة، النواب «ما لهم شغل ببرامج التلفزيون» وبدل ان «يدخلوا عصهم بشي ما يخصهم» فيا ليتهم يجيبوننا عن السؤال الازلي «متى ينحل مجلسكم وتفكونا»؟ لنقول «عد الى اولادك سالما فهم بانتظارك»!