صالح الشايجي
قرار تأجيل إزالة الدواوين المخالفة، تمهيدا لإلغائه او توطئة لتقنين المخالفات والتعديات على أملاك الدولة، واستجابة للفوضى وحماتها في البلاد، هو - لا شك - قرار استفزازي يستفز كل ذي حس وطني، لأن حجة المطالبين بإبقاء الدواوين المخالفة هي حجة واهية ومتهافتة، وما ادعاؤهم بأن «الدواوين» تمثل موروثا ثقافيا كويتيا لابد من المحافظة عليه، الا استحضار للوهم من اجل مقارعة الحقيقة والحقوق!
اما وقد تم اتخاذ ذلك القرار، فيقع على كواهل الرافضين له وممن هم ذوو صلة وظيفية به، تفعيل مواقفهم وعدم الاكتفاء بالتصريحات النارية، مثل قول «فوزية البحر» عضو المجلس البلدي: سأقيم أمام بيتي ديوانية مخالفة أسوة بالمخالفين!
«فوزية البحر» عضو معين في المجلس البلدي، وبالتالي فإن عليها ان تثبت رفضها الفعلي لذلك القرار، وذلك بتقديم استقالتها احتجاجا وتسجيلا لموقف وطني وإنساني مشرف، لا أن تكتفي بالرفض اللفظي، أو التلويح بالمخالفة والتي نختلف معها عليها، فإن كنا ذوي مبادئ، فإن علينا تثبيت مبادئنا، لا أن يأخذنا الاستفزاز الى الموقع الذي استفزنا، والا فنحن مزايدون فيما نقول.
وبعض من ذلك اللوم اوجهه ايضا للعضو المعين الآخر زميل «فوزية» وهو «خالد الخالد»، فما الذي يجبرهما على البقاء على كراسي لا تحقق طموحاتهما الوطنية، او تسمح بالقرارات التي لا تنسجم مع قناعاتهما بالمرور؟
إن السكوت علامة الرضا وسكوتهما - «فوزية» و«خالد» - على تمرير ذلك القرار، هو بمنزلة الرضا به، هكذا نفهم الأمور.
وكذلك نتوجه الى الفريق «محمد البدر» رئيس لجنة الإزالة، ونحن نعرف حزمه واحترامه للقانون والإيمان به، مطالبين اياه بالاستقالة الفورية والمسببة عن تلك المهمة التي اوكلت اليه بصلاحيات كاملة، فإذا بالصلاحيات تنساب من بين أصابعه واحدة تلو الأخرى، ليبقى في النهاية، بلا صلاحية واحدة تخوّله البقاء في موقعه.
لو ان هؤلاء الأفاضل الثلاثة، «فوزية» و«خالد» و«محمد البدر» قدموا استقالاتهم فإنهم يضربون مثلا جديرا بالاحترام، ويؤكدون ثقة الناس بهم، وانهم ليسوا طالبي مناصب، بل هم جاءوا الى مواقعهم خدمة للوطن، لا استلابا لحقوقه.
أثق بالثلاثة وأثق بحسهم الوطني وبزهدهم في المناصب، وأثق بأنهم ليسوا جسورا تمرر عليهم القرارات والقوانين رغم عدم انسجامهم معها لعدم احقاقهم للحق ولانتصارها للباطل!
وهكذا لابد ان يفعّل بقية المسؤولين من وزراء أو وكلاء او مدراء، وكل رافض للقرار رفضهم حتى يثبتوا لنا ان الكويت بخير، لأن لها أهلا يحبونها ويضحون - بالفعل لا بالقول - في سبيلها!