صالح الشايجي
قال الطبيب لمريضه بعد أن قام بالكشف عليه: اطمئن ولا تقلق كل ما عندك، تضخم في الطحال وقرحة في المعدة وسوء هضم مزمن وحرقان في البول وسيولة في الدم وتراخوما في العيون وتسوس في الأسنان وانسداد في طبلة الأذن اليمنى واختلال في الأذن الوسطى ورعاش في الأطراف وأملاح زائدة وضغط وسكر!
وحالنا نحن كحال ذلك المريض المطلوب منه ألا يقلق وأن يطمئن لأن ما عنده أمر «بسيط»!
فنحن مثلا نشكو من الفساد والواسطة والتخبط وعدم التجانس بين السلطتين وسلسلة استجوابات ومشاريع معطلة وشوارع محفورة وتصحر داخل المدينة وعاصمة مهجورة ووزارات بلا موظفين وموظفين لا يعملون وقطاع حكومي مترهل ومعاملات مفقودة وملفات ضائعة وانتشار المخدرات والجرائم اليومية المتكررة من خطف وقتل وسرقة بالإكراه واعتداء واضح وصريح على املاك الدولة وبلدية تعبانة وأشغال نائمة وصحة متعسرة وإعلام متخلف وأوقاف تكيل بمكيالين وشؤون بلا شؤون وعدل بلا عدل ومواصلات متقطعة وتربية متردية وكهرباء مرشدة و«تمشي بالدز» والدعاء ونفط «حبة فوق وحبة تحت»!
هذه مجرد عينة من أمراضنا ورغم هذا، فكل المسؤولين دون استثناء يطمئنوننا الى سلامة احوالنا وجودة اوضاعنا، واننا لا نشكو من شيء مكروه لا سمح الله، وكل ما بنا امر بسيط يمكن تجاوزه مع الزمن وبـ «شوية صبر» و«تكاتف» و«تعاون» وإن شاء الله تصبح الأمور عال العال وعلى ما يرام!
يقولون لنا دائما: «انتو أحسن من غيركم» و«من شاف بلوى غيره هانت عليه بلواه»! الكلام زين و«زين الكلام» ولكن ماذا لو ان غيرنا لم تكن عنده «بلوى»؟! ثم من قال اننا احسن حالا من غيرنا؟!
يقولون: احمدوا ربكم «عندكم دستور مايخرش المية وديموقراطية ما يغلبها غلاب وصحافة حرة» ومجلس امة يتمدد في الحرارة وينكمش في البرودة حسب مقياس «ريختر» بناء على نظرية «فيثاغورث» وانبثاقا من قاعدة «ارشميدس» انتهاء بـ «هرم خوفو» مرورا بحدائق بابل المعلقة وقوفا على «سور الصين العظيم»!
«اي والله صحيح، ايش نبي بعد»؟! والله احنا طماعين وما عندنا سالفة!