صالح الشايجي
أعلن اثنان من الاخوة النواب هما صالح الفضالة ومشاري العنجري عدم عزمهما الترشح لمجلس الأمة المقبل، وكذلك اشار النائب أحمد باقر والذي لم يحسم أمره بعد.
لذلك استحق الاخوة الثلاثة احمد ومشاري وصالح، الشكر، لا لسوء ادائهم في البرلمان - لا سمح الله - او لأنهم غير جديرين بالمقعد النيابي، بل لأن البرلمان عندنا يفتقد أساسيات العمل النيابي الصحيح ويسير في اتجاه مضاد للديموقراطية، وهذا ما كشفت عنه جملة القرارات والقوانين التي انتجها البرلمان وجاءت حصيلة ما يسمى زورا بـ «الديموقراطية»!
إن مثالب مجلس الامة واخطاءه وتجاوزاته اكثر من ان تحصى، ولو تجمع دود الأرض ونملها وزواحفها كلها تريد قضمها لما استطاعت لكثرتها، ولربما عافتها لمرارتها وسوء طعمها! فإن كان الدود والنمل والقوارض تعاف تلك القوانين وتحس بمرارتها، فما بال الناس الكويتيين وقد أنهكتهم تلك القوانين الجائرة التي حبستهم في قفص اسود مغطى فلا شمس ولا هواء ولا عين ترى ولا أذن تسمع؟!
وبالتأكيد ان الاخوة النواب الثلاثة الذين دبّجت هذا المقال بأسمائهم، لم يعلنوا انسحابهم من العمل البرلماني للأسباب التي ذكرتها والذين بكل تأكيد يختلفون معي عليها، ويرون برلمانهم جنة ديموقراطية وواحة حرية ومنصة عدل، ولكنهم على الأقل نجوا بأنفسهم - ولو متأخرين - من محرقة البرلمان والمساهمة في تحويل البلاد الى جحيم لا يطاق بسبب التعسف والغلو في استخدام الادوات الديموقراطية على غير حقيقتها.
وأتمنى، كما تمنيت سابقا وفي كثير من المرات، المقاطعة الشعبية الكاملة للعمل البرلماني - ترشّحا وانتخابا - وإعلاء الصوت رفضا له، والمطالبة بديموقراطية حقيقية وعمل برلماني قائم على قوائم ديموقراطية حقيقية وعلى ركائز وطنية، وإلغاء القوانين والقرارات ذات الشبهة الدستورية - وهي كثيرة - والتي انحرفت بالعمل البرلماني، ونصبت أسس العداوة بين المواطنين والبرلمان، لأن هذه القوانين الصادرة عن البرلمان سلبت المواطنين كراماتهم وساهمت في تحويل البلاد الى خرابة تنعق فيها البوم والغربان، وجعلت من النائب سيّافا وجلادا يسوم الناس سوء العذاب.
عند ذاك فقط يمكن ان نتوجه الى صناديق الانتخاب لندلي باصواتنا، وعند ذاك - فقط - نصف من يترشح بـ «الوطني»، اما الآن وما يحدث وما حدث فهو معاد للوطنية، حتى وان كانت بعض العناصر البرلمانية وطنية لا يشك في وطنيتها، يدفعها الى الترشح حسن نيتها ومحاولتها الإصلاح!
ولكن «يا مطوطي بجليب»!