صالح الشايجي
مثلما دهمنا «المناخ» على حين غرة، فاحتوانا وسحبنا من بيوتنا وعيالنا وزادنا ومشربنا، نمشي اليه ونهرول! نفضنا ايدينا من اشغالنا وشلت عقولنا، فلا طبيب في عيادته، ولا مهندس في موقعه، ولا عَوّاد «يدوزن» عوده، ولا حادي يحدو ابله الى الماء والكلأ!
مشينا وهرولنا وعدونا الى «المناخ» طمعا في ثروة تحملنا على ريش الدنانير الى حيث نعيم الدنيا والمن والسلوى!
مثل ذاك، هذا! أما هذا فهو سعينا هذه الايام وانشغالنا جميعا - إلا مَن رحم ربي - بالانتخابات! الارض «بتتكلم انتخابات» والبحر أيضا، والسماء كذلك ترش «انتخابات»! «عوير وزوير» والمنطعج والمنبعج والشاكي من «التراخوما» وذو «البواسير» وحامل «السكري» والطالب والمطلوب والموظف وسائق التاكسي و«كشّاش» الحمام، والمزارع والحلاق و.. و..! حتى الأمهات يكدن يلقين أبناءهن من أحضانهن سعيا الى الانتخابات، مع توصية أو وصية واجبة للمربية: «ميري خلي بيبي عندك، أنا يروح حق انتخابات» ميري تسأل:
what shall i do when it cries?
فتجيب التي تهز السرير بيمناها وعرش الدنيا بيسراها:
give it voice!
ثم تستدرك: i mean milk.
وبما أن الدنيا ربيع و«الجو بديع» ولا يعكره سوى اربعة الى خمسة ايام في الاسبوع غبار وانعدام رؤية و«عماة عين»! فإن الانتخابات تحلى، و«الفرعيات» أحلى وأحلى، و«الدوائر الخمس» يا عيني عينها ما في مثلها!
ماذا عن شراء الاصوات؟!
إنها اشاعات مغرضة تحاول النيل من مسيرتنا الديموقراطية الظافرة المظفرة!
هل تعتقد أن للمرأة نصيبا في مقاعد مجلس الامة المقبل؟!
ان المرأة هي نصف المجتمع، وهي شقيقة الرجل وأمه وأخته وابنة خالته وبنت عمه، وبنت الجيران، وبنت الخباز وبنت النجار و.. و..! وهي التي تتحمل مسؤولية تربية الابناء وادارة شؤون البيت وزيارة «المولات» التجارية، ومشاهدة المسلسلات التلفزيونية، ويكفيها ذلك «واشتبي بالمجلس»؟!